نيرڤي pov
لقد كنت غارقة في الظلام حتى بعد ان فتحت عيناي ونظرت حولي في المكان المعتم..
هل مت حقاً؟ بعد كلٍ لقد امتص ذلك الشيء دمائي..! او هذا هو ما أعتقده!!
زفرت، بينما احرك اصابعي علي عنقي لأهسهس بألم.. لازال الجرح هناك..
لازال الالم موجوداً كدليل قاطع علي انه قد اخلف ما قاله وأذاني..!
ولكن مع ذلك انا لا أزال حية.. والالم الذي يمتد في خلاياي الحسية يؤكد ذلك.
نهضت من الفراش الذي أستلقي عليه، لا ادري ما الوقت الذي قضيته وانا هنا ولكني لم اهتم..
الحركة كانت معدومة، والاصوات كلها ساكنة، وهذه المرة.. لم يكن هناك اي أثر للضوء من حولي.. فقط الظلام..!!
' اذا كنت عاقلة بما فيه الكفاية نيرڤي فتوقفي عن الثقة باي شخص آخر وأخرجي مؤخرتك من هذا المكان ' همست لنفسي بينما احاول السير باتجاه الباب ولكني توقفت قبل الوصول اليه وعدت ادراجي..
ببساطة لاني علمت ذلك.. هو لن يتركني أذهب..
'فكري.. فكري.. فكري..' ضربت جبهتي قبل ان أعود واتلمس طريقي نحو الفراش..
لقد تصرفت بهمجية في المرة السابقة، وانظر الي أين قادني هذا..ولم أحتج للمس عنقي كي اتذكر..
'المهم.. كيف سأهرب من دون ان يتمكن اي شخص من إيقافي..'كررت مجدداً و استلقيت علي الفراش وبدأت اضغط عقلي في محاولة للبحث عن فكرة ما.. ولكني أُحبطت عندما لم اجد اي شيء..!
'انا لست غبية..' قلت بيأس وانا اتربع في منتصف السرير..
لقد شاهدت العديد من الافلام والمسلسلات التي تعطي افكاراً مفصلة لكيفية الهروب،كيف لا استطيع ان اتذكر منها او استمد اي شيء منها..
فجأة اطلقت معدتي صوتاً فظيعا..كان شعورا بالجوع لكوني لم اتناول سوي لقيمات صغيرة منذ الافطار..
زفرت ونزلت خارج السرير مجدداً..قلبي يخفق بعنف مع كل خطوة أصنعها ناحية الباب..
وكان علي الشتم عندما اصطدمت قدمي بشيء ما علي الأرض..
أنيّت قبل ان اواصل طريقي الي الباب،وتوقفت فقط عندما امسكت بالمقبض..!
من الواضح ان هذا المنزل مختلف عن ذلك الذي كنت فيه..ولا أدري ان كان بإمكاني النزول وتناول الطعام من المطبخ..اعني..ااه علي ان اجرب فقط!!
خرجت من الغرفة وسرت بهدوء عبر الظلام..
كانت هناك ردهة طويلة امام الغرفة التي خرجت منها،وعيناي كانتا تنظران الي اللا شيء بحثا عن اي شيء يمكنني استخدامه كسلاح..
مررت بالعديد من الغرف..ولم تكن لي الجرأة لأفتح اي منها،ومن ثم توقفت أمام باب ..كانت بقربه مزهرية طويلة وبها بعض الاوراق الطويلة..
ابتسمت وانحنيت لأحملها ولكنها كانت ثقيلة بحق..
"ما الذي تفعلينه؟!" شخص ما همس بقرب أذني وانا انتفضت بقوة حتي كدت اسقط الا ان الفتاة امسكتني بالفعل..متي خرجت ومن اين خرجت،انا حقاً لا اعلم..!
"اعتذر.." صوتها كان هادئاً وهي تسحبني لأقف مجدداً. ومع انني لم أستطيع رؤية ملامحها جيدا الا انها بدت ودودة وكأنها تعلم تماماً من انا..
تعلم جيداً من انا وهذا فقط جعل الخوف يتسلل بداخلي مجدداً..
"لا داعي للخوف لهذه الدرجة انا لن التهمك" قهقهت الفتاة بهمس وانا تراجعت للخلف بعيداً عنها.
كنت اود العودة الي الغرفة،الا ان معدتي أصدرت نفس صوت الجوع،وكأنها تحذرني من العودة فارغة اليدين، وهذا جعلني فقط اعض علي شفتاي..
هذا ليس وقته!...
الفتاة امسكت بيدي وسحبتني بسرعة بعيداً عن الردهة،حاولت ان اسحب يدي عن خاصتها ولكنها واصلت سحبي بسرعة ،وركضت بي لثوان قبل ان تتوقف فجأة..
"هيا اجلسي.." قالت وانا استغربت،كنت غير قادرة علي رؤية اي شيء حرفياً لذا هي ذهبت واشعلت ضوءاً صغيراً جعلني انظر بصدمة الي المطبخ الكبير لا بل العملاق..
"من ان-" بترت ما كنت اود ان اقوله عندما نظرت الي الفتاة وتذكرت وجهها المختنق والمتألم...
"اانتي..انتي بخير؟! لم يقم بقتلك؟" صرختُ بهمس وصدمة لتبتسم الفتاة قبل ان تخرج طبقا من اللحم المغلف وتضعه امامي..
يدها وضعت شوكة في خاصتي ودفعت الطبق امامي بعد ان فتحته قائلة " نعم..هيا تناوليه بسرعة،للاسف لا اعلم كيفية اشعال الموقد لذا..!" ابتلعت ريقي ونظرت اليها بتوسع..هي تبدو بخير، بل بأحسن حال..
وحاولت تذكر اسمها الذي كان يبدأ بحرف الميم " ما-ميت -" .
"انه ميا..تشرفت بلقائك مجددا نيرڤي" قالت وهي تجلب موزة وتبدأ بتناولها وانا فقط اومأت بصمت وبدأت اتناول ما امامي..
عدا عن سيزار..كانت هذه الفتاة هي اكثر شخص ودود رأيته..ولم اهتم كثيراً لأمر معرفتها بآسمي فعلي ما يبدو الجميع يعلم بشأنه بالفعل..
"أين انا..؟" سألتها وحاولت ان أبدو طبيعية للغاية،كنت بحاجة لبعض المعلومات،ولحسن الحظ فقد قالت ميا ببساطة "انتِ في منزل الالفا جايكوب.." معدتي انعقدت لذلك الاسم،ووجدت نفسي اتذكر تلك الاعين السوداء التي حدقت في وجهي بغضب وخداع..
"ذلك الوغد"همست تحت انفاسي فقط لأجد ميا تجعد وجهها امامي..
"ذلك الرجل حاول قتلك، يده كانت علي وشك إقتلاع عنقك!!" قلت لها بعدم تصديق ولكنها زفرت فقط بينما تحضر كوب ماء وتضعه امامي..
المشكلة لم تكن في كونه فعل ذلك،بل هي في كون ميا متوافقة مع ذلك..!!
هذا جنون..!!
"إنه أخي.."قالت ببساطة فقط لأنظر لها بعدم جدية" حقا؟ انتِ جادة؟" كنت مصدومة الان..وشعرت بالغثيان لمدى الحقارة التي تجرى في دم ذلك الرجل..
"على كل يجدر بك الذهاب والنوم.. جايكوب سيكون غاضبا ان عاد الان ووجدك مستيقظة وتجلسين معي.." انتفضت من الكرسي الذي كنت اجلس عليه ولففت حول نفسي مرتين قبل ان انظر الي ميا بجدية " ليأخذ غضبه، ويصبه في كوب ويحتسيه،انا لا اهتم " اكملت قبل ان اعود الي طبقي والتقط اخر قطعة من اللحم البارد بعنف ومن ثم مضغتها وانا اتخيل جايكوب مكانها..
عدا عن كونه مختطفاً ومنحرفاً ووغد ، فهو ايضا حقير مع النساء إبتداءً بشقيقته.. وفجأة تذكرت بأنه ليس بشرياً..!
كيف نسيت هذا؟
" ماذا هناك؟" تساءلت ميا لأعض علي شفتي بخوف وقلق، لقد نسيت كل شيء لحظة جلوسي معها.. وهذا كان سيئا الا انها لم تؤذني الي الان..ولا يبدو عليها انها ستفعل ذلك..!
في الواقع لم يؤذني أحد منذ ان تم اختطافي سوى جايكوب..لذا ربما يكون هو الشخص الوحيد السيء..
أيا يكن..لقد كنت بحاجة الي معرفة عدوي بالضبط لان الجهل سيؤدي الي موتي فقط.
لذا ابتلعت ريقي وقلت لميا بجدية " أليس غريبا تجول الذئاب بحرية هكذا في الارجاء؟ "
لثوان بقيت ميا تنظر نحوي بإستغراب قبل ان تقول "ولم ذلك؟ الجميع يحب هيئته الذئبية والشعور بالحرية اثناء الركض..والسير..!" ابتسمت بتردد قبل ان تضيف " المستذئبون في النهاية لا يحبون التقييد " توقف عقلي مع كلمة مستذئبون؟
كيف لم اربط الامر الي الان؟
لقد تحول الذئب الي رجل امامي،وانا ظننتهم مصاصي دماء..؟؟
الهي.كيف انا استخدم عقلي بالتحديد!!!
" اذن..الجميع هنا مستذئبون؟" قلت بصدمة وانا اسأل..قدماي ترتعشان وحاولت او اتماسك..لا شيء يدعو للخوف بعد..انا لا أزال بخير..!
" لا داعي للقلق نيرڤي..لن يجرؤ احد علي اذيتك وانت هنا.." ابتسمت ميا لأعض علي شفتاي داخلياً..لا ادري ان كانت جاهلة او تعلم بالأمر وتظهر انها جاهلة ولكن ذلك المدعو بجايكوب لن يوقفه اي شيء..وهي من بين الجميع يجب ان تعلم ذلك..
"هيا للنوم.."اضافت ميا وهي تنهض..اغلقت الضوء وسحبتني خلفها لأسير بطواعية..اظن انها تبلغ الثامنة عشر او التاسعة عشر، ملامحها تدل علي ذلك الا ان عقلها ليس صغيرا بقدر جسدها ابداً..
شيء ما فيها يذكرني بأليس!!
توقفت ميا امام غرفة ما وقالت" غرفة جايكوب في آخر الممر..اذا ذهبت معك فهو سيشتم رائحتي ولن يعجبه الامر.." نظرت لها بعدم تصديق قبل ان اومأ مغضبة وأتوجه الي هناك..
سرت بهدوء الي ان توقفت امام آخر باب، وهممت بفتحه..
كنت اشعر بالمرض لعودتي الي هذه الغرفة التي تخص جايكوب علي ما يبدو ولكني زفرت نفساً عميقا وادرت المقبض..ثم فجأة بدأت افكر.. لو كان ذلك المستذئب يود قتلي..لفعل ذلك منذ البداية،حتي انه لم يكن بحاجة للكذب علي قبل ذلك فالذئاب في ارض الواقع لاتقوم بأي مراعاة لفريستها قبل التهامها..
لذا ربما كان الامر كله مجرد نوبة هلع او عدم يقين مني لكوني لم أر من قبل أسطورة تصبح حقيقة..
أعني الجميع قد سمع بالفعل عن الرجل الذئب..ذلك الذي قد عضه ذئب في ليلة قمر مكتمل وعلي الفور تحول الي وحش يقتل البشر ويلتهمهم..ولكن هذا لا يبرر كل ما شعرت، لان هذا الخوف الشديد يصيبني فقط بقرب جايكوب ،هو الذي يجعلني في هذه الحالة من الهلع.. يلكم ويضرب الجميع، ويعضّهم حتي في بعض الاحيان.. بصراحه هو يبدو كالمجنون..
زفرت بينما افتح الباب وعيناي تنظران الي داخل الغرفة بنظرات مترددة..
انا لا اعلم الي الان المدة التي سأظل بها علي قيد الحياة، ولكني لن أستطيع ان أعيش الخوف ذاته في كل يوم بأنتظار ان يتم قتلي..
حتي وان كان ذلك أمراً مفروغاً منه فأنا لن استطيع البقاء بهذه الحالة المثيرة للشفقة حتي يأتي أجلي..
لذا زفرت نفسا قويا قبل ان اقطع وعداً علي نفسي بأنني لن أقيد نفسي بالخوف مجدداً..وسأسعى للهرب بأي طريقة وفي أي لحظة سانحة..
وايضاً..انا لن أسمح لذلك المدعو جايكوب بإخافتي مجدداً،أو أذيتي، او حتي التعرض لي..وأول شيء سأفعله غدا هو اكتشاف اكبر قدر من المعلومات حول هذا المكان..
" ما الذي تفعلينه هنا.."
ارتعشت عندما سمعت الصوت المألوف يسأل بهدوء سحب اللون من أطرافي.. وتساءلت باستغراب..!
اين ذهب الوعد الذي قطعته قبل لحظات
...........
اوهايو مينا سان..
🐦🐦🐦
اتمني اني ما اتأخرت بالنشر..+ حاولت اخلي البارت طويل قدر الامكان بس نعست في النهاية
.
المهم..وين التفاعل في التعليقات..!!
+ هل الحماس قلّ مقارنة بالأجزء الاولى ام لا؟وتصبحون علي خير 🙂❤
أنت تقرأ
الرابطة الأبدية 'The Eternal Bond'
Werwolfبفضل القدر تشابكت خيوطهما قبل ان تنعقد.. جايكوب ستيفانوس ألفا قطيع ديموس ، ونيرڤي لوغان البشرية البسيطة ..! بشكل غير مفهوم اصبح مصيرهما ان يكونا معاً حتي وان كان العالم ضد تلك الرابطة..! فهل ستنقطع خيوط علاقتهما التي نُسجت للتو؟ أم ان كلاهما سيكون...