39

922 77 2
                                    

_ أنا مستحيل أجوز محمد يا وداد مستحيل
_ مستحيل ايه ؟ واحد زيه بني أدم ناجح و غني وطموح ايه مشكلته يا هبة
_ مبيصليش .. مش عارف يعني ايه ربنا .. دا تقريباً لاغيه من كلامه كله .. كل حاجة انا عملت .. انا سويت .. انا مش عارفة ايه ... دا حتي مبيقدمش المشيئة و لا حتى بيعدد نعم ربنا عليه
_ تلاقيه بينسى
_ بينسى ؟ ودي حاجة تتنسي ؟ ربنا يتنسي ؟ و بعدين بجح .. بقوله انت في الجزء الكام في القرءان بيقولي مش فاضي يحفظ !
_ يووووه يا هبة متبقيش قفش كدا
_ قفش ! ... وداد بالله .. سبيني لوحدي شوية
_ هبة يا حبيبتي فكري ... محمد عمران غني و ابن أصول .. دا غير انه صاحب أخوكي و هينقلنا نقلة تانية
_ انا بجد مش مصدقاكي .. عاوزة تجوزيني لواحد مش فاكر آخر مرة صلى فيها كانت امتا ؟
_ ادعيله ربنا يهديه
_ اه ... ربنا يهديه

*********************************
بهدوء طلته التي تعاكس هيئته الصاخبة دلف بخطوات وئيدة نحو مكتبه العظيم يتبعه عدداً من البدل السوداء الغالية برائحة مميزة ملفتة
جلس على مقعده وأشار بكفه ليجلس الجميع

_ الشركة الأسهم بتاعتها في النازل .. أقدر أفهم السبب ايه ؟
_ محمد بيه الأربع سنين الي فاتوا الشركة خسرت معظم أرباحها دا غير الي حصل في البورصة

ونطق شخصاً أخر _ دا غير ان المستثمرين الأجانب الي كانوا هيتعاقدوا معانا في أخر سنتين سحبوا كلامهم و سافروا بلادهم

أومأ برأسه شابكاً يداه بعنجهيته المتوارثة أباً عن جد عن جد
مال بعيناه العسليتان نحو معتز صديقه الذي حفظ الإشارة وبدأ يشرح الخطة القادمة والخطوات التي ستأخذها الشركة
وانتهى الإجتماع ..

_ ايه يا محمد مالك متنشن كدا ليه ؟
_ يعني مش عارف ليه .. الشركة بتقع يا معتز وأديك شايف المستثمرين بيسحبوا كلامهم و العقود زي ما هي .. دي بقا عليها تراب يا أخي من كتر الركنة
_ ياااه وانت من امتا بتهتم بالشركة أصلاً او الي بيحصلها

توقف عن السير والتفت لصديقه _ بعد م بابا مات و بعد م جدو ساب الجمل بما حمل على كتاف الي بعده

وعاد يعدل من جاكيت بدلته الكلاسيكية _ الموضوع مبقاش مجرد سقوط في الشركة .. دا بقا سقوط في حياتي كلها

والتفت نصف التفاته _ انا حاسس اني مستهدف !
_ والنبي ! .. مين بقا الي هيستهدفك يسيدي
_ مش عارف .. بس حاسس

دلف غرفة المكتب وأغلق معتز خلفهما _ عملت ايه في الحوار اياه

تنهد وهو يخلع نظارته و يضعها بلا اهتمام _ بتتقل عليا .. قال ايه مشكلتها اني مبصليش واني مش عارف ربنا .. انا مش عارف ربنا يا فاروق
_ انت ؟ دا انت السجادة متفارقش ايدك يا أخي

ضحك و ابتسم معتز و غابت عيناه للحظات متذكراً ذلك اليوم في شقتها المتواضعة في الحسين

حواديت نان. ♥️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن