"روايـة غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل السابع وسبعون_الجزء الثاني"
"يــا صـبـر أيـوب"
______________________سبحانكَ يا من جعلت النجومَ مصابيحَ السماء..
وأرسلتَ في الأرضِ، نجومها من الأنبياء ،
وأيَدتهم بالحقِ تباينًا و بالآياتِ بُرهانًاو أقمت لهم من الشرائع حُدودًا..
و من المعجزاتِ شُهودًا، ومن الملائكةِ جُنودًاتباركتَ يا ربنا إلهًا معبودًا
تباركتَ يا ربنا إلهًا معبودًا ..وتعاليتَ يا الله ، و تَعاليتَ يا الله،
وتعاليتَ يا الله مرجوًا و مقصودًا.._"نصر الدين طوبار"
____________________________________أنا الذي حمل كل الوحوش بداخله
لم يُخيل لي أن أكون يومًا آنسًا مستأنسًا
بطيفٍ من اللُطف يشبه روحكِ التي بالرغم من تخريب الخريف لها إلا أنها لازالت تحتفظ بالربيع في عينيها..
أنا الذي كان كل شيءٍ بداخله منقوصًا لازلت أتذكر تلك الرجفة حينما كانت روحي ممتلئة بالثقوب كما البناء الهالك، وكأنكِ ما إن أتيتِ رممتي تلك الثقوب ونجحتي في سد تلك الفجوات التي لم ينقصها غير مجيئك كي تكتمل وتظهر بما ظهرت به..
أتعلمين أنني حتى تلك اللحظة لازلت عاجزًا عن إيجاد وصفًا ينصفكِ لغويًا كما عجزت أن أعبر عن ذلك شفيهًا؟..
فكيف لشخصٍ يختصر أحلامه في مجرد كلماتٍ عابرة؟
أو كيف لي أن أصف الحياة بعد ظهوركِ وأنتِ التي كنتِ
لي حياةً بذاتها، أنا الذي كنت أخشاني لازلت أتعجب كيف تصالحت مع الحياة بسبب حضورك، وكيف أصبحت الحياة ذات معنى لي بظهورك، ألم يكن غريبًا على امرءٍ عاش مهزومًا أن ينتصر فجأةً على عالمه؟ والأغرب أن يكون السبب في هذا الانتصار شخصًا واحدًا في مواجهة العالم أمام من يُحب؟..
وهل يُعقل أن يكون الإنسان سجينًا في حياة الغير
ومع من يحب يكون حرًا كما الطير؟..
يطير بلا قيود ولا موانع وسماء الحب الواسعة تُهاديه ليلًا بنجومها؟.<"وكأن الفرح كان نصيبًا لنا لكنه أتى بموعده">
في كل القوانين الحياة لم نجد ذاك الشيء الثابت دومًا..
حتى الحياة بذاتها لم تكن يومًا ثابتة على لونٍ واحدٍ ولا حتى اتبعت قانونًا واحدًا بذاته وإنما كل شيءٍ فيها يتغير ويتبدل، تمامًا كما اللوحة التي حملت في مضمونها كل الألوان وكلما ظننت أن هناك لونٌ غير مرغوبٍ سوف تتفاجيء بأهمية هذا اللون حينما يختفي وتظهر بقية الألوان، فلو كانت الحياة ثابتة على حزنٍ لما كنا أدركنا قيمة الفرح، ولو كانت الحياة مضمارها يُدار بالفرح فقط لما كنا عرفنا قيمة تلك اللحظات التي هوت فيها القلوب من شدة حزنها.._مش زعلانة، أنا فرحانة وأنتَ السبب، أنا حامل يا "أيـهم".
هسمت بحديثها وتلك الجملة الأخيرة كانت كما الربيع الذي أتى من بعد خريفٍ دمر كل شيءٍ في وجهه وجرف أرض العمر، أحيت له قلبه كما حدث معها بسببه هو أولًا وكأن الفرحة بينهما كانت مشطورة لنصفين وكلًا منهما يناول نصفه للآخر كي لا يسعد وحده، وفي تلك اللحظة سكت هو بصدمةٍ وحيرةٍ وتحدثت القلوب لبعضها تقول:
أنت تقرأ
رواية غوثهم يا صبر ايوب الجزءالثاني
Randomالجزء الثاني من رواية غوثهم يا صبر ايوب للكاتبة المصرية شمس محمد بكري