"روايـة غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل الخامس وسبعون_الجزء الثاني"
"يــا صـبـر أيـوب"
______________________من أجل من جاء النبيُ محمدٌ..
بالرأفةِ المُسداةِ بالغفرانِ ..
من أجلنا فاضت رسالتَهُ هُدى..
تدعو إلى التوحيدِ و إلاحسان..للعالمين اللهُ أرسلَ أحمدًا..
ليُطهرَ الإنسانَ بالإيمانِ..يا غافلاً.. يا غافلاً
هلا انتَهيتَ عن الهوى..
و رجعت في ندمٍ.. و رجعت في ندمٍ إلى الديانِ..
فاللهُ يقبلُ من يعودُ بتوبةِ..
ما أرحمَ الرحمنَ بالإنسانِ_"نصر الدين طوبار"
____________________________________لا القصة انتهت ولا الأمل فرغ…
فلازالت الصفحات مفتوحة كي تُكتَب بها النهاية التي تليق بنا،
لم تنتهِ قصصنا عند هذا الحد، فمن جديد سوف نرى ما لم يُسبق لنا أن نراه ونعهده، فنحن لم نبقَ صرعىٰ بديارنا، وإنما نحن الأحرار في أرضنا، نحن الطيور الحُرة التي وإن رفض العالم بأكمله حُريتها لن تخضع لهم هي، نحن باقون وللحلم بقية..
وحُلمي معكِ باقٍ على عهده، فلا أملي فَل ولا صبري كَل،
وإنما أنا في العالم بدونك ينقصني نفسي وكل شيء، وكأني الكل وانتظر الكُل، فلم تنتهِ القصة بعد، وإنما غدًا سوف تُكتب عنا الأقاويل وتُخلد ذكرانا للعشاق بالمراسيل، فاليوم والأمس وغدًا ستشرق شمسنا، ويُطيل القمر تأخره لأجل نهارنا..
اليوم أكتب لكِ في نصري كما اعتدت أن أكتب لكِ في هزائمي، واليوم أراكِ بعين طفلٍ تاه بطريقٍ صعبٍ وتخبط بين السائرين ثم التقى بأمهِ صُدفةً فأراح رأسه المثقل فوق كتفها وكأن الكتف هو موطن الرأس المتعب، اليوم أكتب لكِ بقلبي قبل يدي..
واليوم أروي لكِ حديث قلبي؛ ليس بلساني وإنما بعيني..<"كأن لقاء الأحباب دواء الروح المعطوبة">
بعض الأصدقاء كانوا دواءً وبعضهم كان شفاءً..
والبعض منهم كان درسًا قاسيًا حُفِر أثره في القلب وترك علامات يصعب إزالتها، واليوم وأنا وحدي بغير رفقة وجدت الصديق بذاتي، وجدته في نفسي القديمة، فاليوم لا أبكي أسفًا على راحلٍ وإنما سوف أبكي على نفسي التي أهملت رفقتها، لن أبقى حائرًا بيني وبين الآخرين وإنما سأنصف نفسي أنا بذاتي..وجده كنزًا كما العاطش الذي يسير في الصحراء بحثًا عن بئر الماء، جلسا سويًا في الاستراحة على الطريق يتسامران سويًا برفقة كوبي من القهوة وقد بادر وسأل "يـوسف" صديقه بعجبٍ في أمر مجيئه:
_بس غريبة يعني إنك جيت عادي وسيبت بيتك وأهلك، أنا عارفك كويس أوي بتكره الغربة، فما بالك بقى لما بقيت أب؟ طفشوك يا عسول؟.
أنهى حديثه بسخريةٍ جعلت الآخر يحتسي قهوته ثم قال بهدوءٍ رافقته بسمة رصينة هادئة تمامًا كما لو كان يستمتع بأمر الجواب على صديقه:
أنت تقرأ
رواية غوثهم يا صبر ايوب الجزءالثاني
Randomالجزء الثاني من رواية غوثهم يا صبر ايوب للكاتبة المصرية شمس محمد بكري