الفصل69 الجزء2 لو كانت لعبة الموت

4K 124 7
                                    

"روايـة غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل التاسع وستون_الجزء الثاني"
    
                   "يــا صـبـر أيـوب"
        ______________________

أنا لا أُضامُ و في رحابك عصمتي ..
أنا لا أخافُ و في حِماك أماني ..

أنا إن خشيتُ الذنب هون محنتي
علمي بأنك مِؤلُ الغفرانِ ..

أنا عند محراب العنايةِ طامعٌ  
في الرحمةِ العليا من الرحمنِ .

أنا إن ضعُفت فأنتَ مصدرُ قوتي ..
أنا إن نسيت .. أنا إن نسيت ..
أنا إن نسيتُ .. فأنتَ أنتَ أنتَ لا تنساني.

_"نصر الدين طوبار"
__________________________________

من بين كل العوالم اخترتكَ أنتَ عالمي..
لكنكَ كما السائر البُلدان أردت أن تُنفيني،
كطيرٍ حُـر أردتكَ سماءً لي
لكنكَ خلف الغِمام أردتَ أن تُخفيني،
قُل بربكَ لما أنا اصطفيك من بين الآنام،
وأنتَ حتى بطرفةٍ عينٍ من بين الورىٰ لم تصطفيني؟
أكان هوايَّ فيكَ ذنبًا، أم أن الذنب عليَّ كي أرغبكَ وأنتَ جافيني؟ أعيبٌ على قلبي أنه أراد أن يطمئن فاختارك؟
أم عيبٌ على عيني التي تلمح في الطريق نارك؟
أنا الذي أرادك من بين الجميع واصطفيتك كي ابقى جوارك
وجدتُكَ أنتَ من تُغربني عن الموطن، وتطردني من دارك،
أتيتُ إليكَ أشكو صعوبة موطني، فوجدتكَ كما بلادي أردت أن تؤذيني، ويوم أن قررت آخذك موطنًا وجدتك خارج حدود أرضك تُنفيني، أنا الذي أحبك والحُب في سريرته كان مكتومًا، لكنها عيني الفاضحةٍ كشفت سري؛ والشوق مني رغم جفاك بات معلومًا، أنتَ كما بلادي أردتَ لي الأسر
وأنا من كان يسعى كي يُحرركِ من الغدر..

  <"اليوم ألمح حُلمي مع غيري؛ ومجبورٌ أن أبتسم">

من قال أن النصر كان حليفًا ودودًا لنا؟
ففي أغلب الأحيان كُنا نحنُ من نتودد للنصر كي يُحالفنا، كنا نقطع الطُرقات بشق الأنفس وكِدنا أن نلفظ الأنفاس الأخيرة حتى قبل أن نصل، ومن قال أن كل المسارات التي اخترناها كانت صحيحة؟ ففي الأغلب تلك المسارات التي اخترناها كي نصل لما نُريد كانت هي ذاتها؛ السبب في ضياع الأشياء منا..

الصوت كان دليلًا على حديثٍ تمناه خبالًا..
تمنى أن يكذب الطبيب عليه أو تكون تلك مجرد مزحة سخيفة ألقاها عليه بعد أن لاحظ تتبعها لها سرًا وجَهرًا، وقف محله جامد الحَراك لم يحرك ساكنًا، وناقضه في داخله قلبه الذي قرع كما طبول الحرب الدامية وترك الزمام للخيول بداخل رأسه تقود الحرب..

في الأعلى لم يختلف حالها عنه، بل كانت صدمتها أكبر، فرحتها كُسِرَت ما إن وجدت أحلامها تهبط من فوق السماء تُلامس الأرض بثقلٍ، كأنها طيرٌ أُصيب بعيارٍ نارٍ في منتصف قلبه فتردى قتيلًا، كان صوت الزغاريد يصدح من والدة الشاب التي ظلت تضحك بسعادةٍ ما إن رأت "جـنة" أمامها وكُلما زجرها ابنها تجاهلته؛ حتى أضافت بصوتٍ ضاحك:

رواية غوثهم يا صبر ايوب الجزءالثانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن