الفصل74 الجزء2 العهد القديم

4.8K 147 28
                                    

"روايـة غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل الرابع وسبعون_الجزء الثاني"
    
                  "يــا صـبـر أيـوب"
       ______________________

أنت المغيثُ لِمَن مَاتَت عزائمهُ
‏أنتَ الرَّحِيم بِمَنْ قَدْ هَدّهُ التعبُ..

وأنتَ الرحيم بمن تاه من نفسه
وأنتَ الرؤوف بمن تركه قلبه وذهب..

نحن العباد الضُعفاء في حضرتك
والنيران في غيابنا عن سُبلك
تمتليء باللهب

وأنتَ يا مولاي الرحيمُ
بمَنْ قد هدَّهُ التعبُ..

_"غَــوثْ"
__________________________________

مررتَ أنتَ صُدفةً على قلبٍ كانت أيامه سبعًا عُجافًا..
ومن أن أتيت إليه أنتَ أصبحت أثقاله تمرُ خُفافًا..
فكان الحال قبل مجيئك غريبًا والمولىٰ وحده بحالنا كان عليمًا، لقد مررت صُدفة من حيينا، فأصبح لكَ ما في الفؤاد ما لم يراه في السابق غيرنا، فكان الحُب فيكَ سرًا وجهرًا، حتى افتضح أمر الشوق في عيننا..
جئت إلينا وكانت الأيام ثقالًا، وبك مرت كأن القلب لم يرَ ذات يومٍ أحمالًا، فكفى علينا أنتَ وقلبك دلالًا، أنا إني أنا جفوتك سيخبرك قلبك أنني عليك أتعالى، وأنا وربي أقطع لكَ سائر بلاد المسلمين من مشرقها لمغربها ذهابًا وإيابًا..
فالعالم بأسره يعلم أنني المُتيم في هواكَ،
ولا يُمرضني في قلبي النقي إلا أن أرىٰ جفاكَ،
فيا ساعيًا نحو دربي.. تعال، ولا أقصد بذلك
أن تتعال، وإنما أقصد أن تُزين طريقنا بمجيئك، فمن غيرك أتى والقلب أيامه سبعًا عُجافًا، فحول كل ثقلٍ إلى هباءً منثورًا كما الرياح الصيفية تمر خُفافًا..؟

     <"وإن القلب يحيا معكم ما لم يحياه سابقًا">

إن القلب قد هدهُ التعب وآن له موعدٌ..
فالقلب يحيا الآن كل فرحٍ لم يسبق له أن يوعده،
زتلك الفرحة في عينينا رآها الناس بأكملهم، وأنتَ وحدك من كان سببًا في فرحٍ بوعدٍ أنتَ قاطعه، فالآن يا وطني أخبرني هل سأبقى في حدودك آمنًا، أم أنكَ مع أول رياحٍ تطيء أرضك ستهجر هوايَّ وتترك للقلب ساعده؟.

_"بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير".

اُختتِم عقد القران بتلك العبارة ومن ثم بدأت المُباركات والتهنئات تتوالى وتتكرر على العروسين وذويهم ومن بين الجميع كان "مُـنذر" يبحث عنها بعدما وقعت على عقد القران وقُرِنَ اسمها باسمه أخيرًا، تحرك وفي يده باقة الزهور التي وضعها "إسماعيل" وقد اقترب منها أخيرًا وحينما ابتسمت هي له اقترب يُلثم جبينها فقط..

كانت تلك هي مرته الأولى في حياته التي يفعلها فيها، كان الاقتراب غريبًا وفريدًا من نوعه، وهي أمامه كادت أن تنصهر وفي تلك اللحظة أتى من خلفه صوتٌ لم يتخيل هو أن يسمعه حينما بارك له بكل وقاحةٍ:

_مبروك يا "مُـنذر" صحيح أنتَ معزمتنيش بس أنا جيت علشان بفهم في الواجب، مبروك يا حبيب بابا.

رواية غوثهم يا صبر ايوب الجزءالثانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن