"روايـة غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل الثامن وستون_الجزء الثاني"
"يــا صـبـر أيـوب"
______________________أعلم أني عاصيك ولكن..
ما عصيتُك إلا بشهوةٍ سرت في نفسي
وعزتك ما أفتئت على أحكامك
ولا أتعدى حدودك
وإنما نفسٌ جاهلة، وشيطان، ودنيا، وهوىٰ
وها قد كرعت مُرّها يا سيدي
وانطرحت على بابك يا سيدي
وإنما أنا صنعتك يا سيدي
وليس لي إلا أنت يا سيدي_"الشيخ سمير مصطفى"
__________________________________وما ذنب الطير في حُلمه بالطيرانِ خُفافًا؟…
ومن ذا الذي يلوم الطير على طيره والطيران من الأصلِ حقه المُكتسب؟ لمَّ أقنعوا الطير أن الطيران جريمة وأن الأجنحةِ سلاحًا عليه أن يُخفيه ويضعه في سريرته؟ وما ذنب الطير إن كانت السماء مُلبدةً بالغمام وهو يود أن يٕحلق عاليًا في سماءٍ صافية تلق به، ما ذنب الطير إن كانت الطيور على أشكالها تقع، وهو لم يجد من هُم على شاكلته؟ لمَّ غفل العالم عن حُرية الطير ولما تجاوزوا عن سجن الغَير؟ ألم يكن الطير يومًا رمزًا للسلام؟ لمَّ أصبح سلاحًا في كل حربٍ؟ لقد قيل في السابق ذات مرةٍ أن الطير موضعه فوق السحاب بعناق السماء، لكن يبدو أن الخطأ لم يصلهم حيث وقع الطير في قعر قاعٍ هوى به إلى سابع أرضٍ، ومهما يحاول أن يرتفع؛ يُؤلمه جناحه فيقع..
لكن رُبما.. رُبما تسطع الشمس من جديد، فتزول الغمام، وتظهر السحاب، والطير الذي سبق ووقع، يعلو للسماء وكأنه نَجمٌ وفي سماءٍ صافيةٍ سطع، رُبما ليس اليوم، وليس غدًا، لكن الطير سيعود لطالما كان حُرًا وليس مُقيدًا..<"فقط رنة صوتٍ صدح، فأضاء القلب بشعاعٍ من نورٍ">
لم تنتهِ الحكاية بعد..
النور سوف يظهر، الغمام سوف تُزال، العتمة ستتلاشى، الفراشات سوف تُحلق، الزهور سوف تزدهر، الأمل سوف يعود، والألم بالطبع سيموت، فلطالما القلب لازال به النبض، فالحلم لم يمُت بعد، وليس أي حُلمٍ، وإنما هو الحُلم في الحياة، والحياة هُنا مكمنها في أملٍ لم يبلغ منتهاه..وقف في الخارج وقلبه بالداخل، فقط حائط هو ما يفصله عن عالمه وعن حياته بأكملها، يقف ملتاعًا بشوقٍ يصرخ به قلبه، ووجهه يعكس ذلك بصلابةٍ يُجيدها، عيناه ثابتة فوق باب الغرفة، ووجهه مرفوعٌ بشموخٍ والقلق يأكله بعد غياب النصف الآخر منه بداخل تلك الغرفة، وقف يتخيل الكثير والكثير ورأسه لم يسعفه، فكيف ستكون الضمة الأولى؟ وكيف ستكون التفاتته لقطعةٍ منه، وكيف يتقبل فكرة عدم فهمه لحديثه المخبوء بسراديب قلبه بعدما حفظ لأجله كل الكلام الذي لم ينطق به في السابق..؟
أتىٰ "يـوسف" من عمله وجاور الشباب و معهم "نَـعيم" الذي لمح حيرة "إيـهاب" فاقترب منه يجاوره ضاحكًا بوجهٍ باسمٍ ثم مسح فوق كتفه بحنوٍ وأضاف:
_بطل تخلي دماغك تلعب بيك، هتخرج يا سيدي لا هي أول ولا آخر اللي بيولدوا، سلمها لله وريح قلبك علشان يطمنك عليهم وترتاح بشوفتهم قصادك، أقولك؟ فكر هتسمي إيه بدل وقفتك دي.
أنت تقرأ
رواية غوثهم يا صبر ايوب الجزءالثاني
Ngẫu nhiênالجزء الثاني من رواية غوثهم يا صبر ايوب للكاتبة المصرية شمس محمد بكري