الفصل78 الجزء2 عاد الفتى ليحرقهم..

3.8K 134 13
                                    

"روايـة غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل الثامن وسبعون_الجزء الثاني"

"يــا صـبـر أيـوب"
______________________

إلى عزةَ اللهِ العزيز ابتهالُنا ..
يعلمُنا من عزهِ كيف نخشعُ ..

إليه تعالى ..
نرفعُ الذكرَ باسمهِ فنرقى ..
وعبدُ اللهِ باللهِ يُرفعُ

سبحان من له العزةُ جميعًا ..
ولا عزةَ إلا باللهِ القوي العزيز.

_"نصر الدين طوبار"
____________________________________

لكني يعز على فؤادي حينما أبحث عنك بعيني فلا أراكِ..
على الرغم وأنا أُفتِش في داخلي لم أجد سواكِ..
أأنتِ من نزعتي يدكِ عن يدي، أم أننا منذ البداية خُلقنا غرباءً؟ فأين أنتِ في الدنيا بعيدًا عني على الرغم أنكِ جزءٌ لا يتجزأ مني، اليوم أخشى أن أفتح عيني فلا أراكِ كما لم تحدث من قبل والقلب يهوى طيفًا سواكِ..لا بأس في عالمٍ لن يدوم، فالملتقى الأخير عساه يكون في عالمٍ غير هذا، عالمٌ أسمى صفاته العدل، وليس كما هذا الذي نعيش فيه تحت وطأة الخوف والفساد..
فدعينا من عالمنا هذا ولا تكترثي به، دعينا اليوم نحلق كما الطيور في السماء خِلسةً ونطالع الأرض من فوق السماء ولا نشغل بالنا كثيرًا، ولما نشغل بالنا وأنا وأنتِ سويًا من الأساس؟
اليوم وفي عالمنا هذا قد أفتح عيني ولا أراكِ،
لكن حينما افتش عنكِ في قلبي لم أجد سواكِ
اليوم أرغب أن أكون معكِ كما الطير حُرًا؛ بلا قيود ولا قواعد..
اليوم أرغب أن أحلق بكِ في السماء واتركك تختبرين الحُرية كما النجم يُضيء وهو صاعد، ولو لم يكن العالم حليفًا لكِ، أنا ضد العالم معكِ أنتِ، فقط عودي وعانقي بكفك كفي، فأني خشيت الحياة دونك...

<"لم تكن مجرد ذكرى عابرة، وإنما هي ذكرى مستوطنة">

كل الذكريات يومًا لم تفل وتترك صاحبها..
وإنما هي كما الاحتلال تسكنه وتستوطنه وتظل بداخله، ولأن الاحتلال له القوانين الخاصة به فهو بين الحين والآخر يداهم من احتله بضرباتٍ غير متوقعة تباغته فجأةً..
فلم تكن أبدًا الذكرى ذات يومٍ عادلة، وإنما هي مُجحفة تأتيك في أكثر الأوقات ضعفًا كي تستسلم لها، ولأن الذكريات لا تأتِ إلا مُداهمةً كما الأمواج، فاليوم لن نغرق في المحيط خُفافًا، وإنما سنثقل أرواحنا بقدر ما يُثبتها..

أوقفت الفتاة الصغيرة تستفسر منها وقبل أن تجاوبها الفتاة صاحبة العشر أعوام شهقت بفزعٍ ما إن ولج "هـاني" الرواق مهرولًا وطالع الفتاتين بنظراتٍ نارية جعلت الركض هو جل ما يصدر منهما، بينما "فُـلة" فتوسعت عيناها وجف حلقها، وفجأةً سحبها "هـاني" من خصلاتها ثم هدر من بين أسنانه المتلاحمة:

_جاية تشتغليني أنا يا روح أمك؟ جاية تدوري ورايا؟ طب تعالي بقى يا بنت عمي أعرفك أنا بعمل فيهم إيه هنا، دا أنتِ حتى حلوة وييجي منك أوي يا حتة.

رواية غوثهم يا صبر ايوب الجزءالثانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن