صلي على خير الأنام 🤎
وها هو رفقة أصدقائه وزملائه في إحدى القاعات لحفلة التخرج يتسلمون شهاداتهم من عميد كلية الآثار وجميعهم يرتدون ذلك الروب الأسود الذي يطمح له جميع من يلتحق بالجامعة ويقول لنفسه "متى تمر اربع سنوات وارتديه"
تسلم شهادته وهو مبتسم وسعيد بشدة فهو كان يحسب الايام منذ أن التحق بالجامعة حتى يتخرج ويعمل في قسم الآثار فهو عشقه الأول لكن ليس الوحيد فهناك من بدأ يقاسم قلبه
استقام رائف من مقعده ما أن نادوا على اسمه ليرفع الآخر المعطف الأسود ورأسه الموضوع فوقها قبعة التخرج عاليًا وكأنه سوف يتسلم جائزة نوبل
صعد الدرج المؤدي للمعيد الذي يقف رفقة باقي زملائه مثل رئيس الحرم الجامعي وبعضٌ من هيئة الآثار المصرية ليتجاهل ايدي الجميع التي مدت له واتجه مباشرةً الي شهادته غير مبالي بالعميد نفسه
وقبل أن يتحدث العميد مخبرًا اياه انه يجب أن يسلم على من مر عليهم هؤلاء بدون أدنى إهتمام، لكن رائف لم يدع له الفرصة للتحدث من الأساس وقد أخذ منه الشهادة هاتفًا بابتسامة متسعة :
-اخيرًا يا عمدة اتخرجت ومش هشوف خلقتك تاني عايز اقولك انك مش هتوحشني نهائي
ضحك جميع من بالقاعة خاصةً بعدما قفز رائف الي منتصف القاعة صارخًا بصوت مرتفع وهو يخلع عنه معطف التخرج :
-ولاه يا حمــــــو
وعقب هذه الكلمة قفز جميع الشباب معه وقد صدحت اغنية لسعد الصغير تتحدث عن النجاح لكن لا تعلم كيف تتحدث عن النجاح من خلال هذه الكلمات :
🎶 قولوا ويـــكا... ويـــكا... قولوا ويـــكا... ويـــكا.. قولوا ويـــكا... ويـــكا🎶
نزع بلال عنه معطف القبعة مشاركًا صديقه في هذا الجنون يغني معهم بعدما اردف رائف بصوت مرتفع :
-كمان مرة والنبى
🎶 قولوا ويـــكا... ويـــكا... قولوا ويـــكا... .ويـــكا..قولوا ويـــكا... ويـــكا🎶
وهكذا بدأ الاحتفال على الطريقة الشبابية فكان رائف آخر من يستلم الشهادة وهذا تحت طلبه، فهو قرر إشعال هذا الحفل بالأغاني الشعبية الخاصة بالنجاح
وسرعان ما اشترك الجميع في هذا حتى أولياء الأمور يرقصون مع أبنائهم، وبالطبع أحمد كان أولهم فكيف يفوت جنونًا مثل هذا
خرج بلال من وسط هذا التجمع الضخم يمسح العرق المتصبب من جبينه على وجهه بسبب فرط حركته ليتحرك ناحية الكافتيريا حتى يشرب، فقد جف حلقه من الغناء معهم ليبصر سكر تجلس في أحد الأركان رفقة سهيل النائم والبالغ من العمر خمس سنوات، وهي ثابتة على غير عادتها فاتجه نحوها هاتفًا بتعجب :
أنت تقرأ
قاتلتي ومعشوقتي
Akcjaنظرت جميلة بضيق الي نيرة التي تقف أمام المرآة وهي تنهي اللمسات الأخيرة من تنكرها الجديد لتقول بنبرة حانقة : -مصره برضو تقتليه اجابتها نيرة بهدوء أقرب للبرود بدون ان تلتفت لها : -انا لو معملتش كده غيري هيعمل وجلال يفتح ليا محاضرة انا في غنى عنها فأنا...