38- الـدلـيـل (الأخيرة)

2K 117 353
                                    

صلي على خير الأنام 🤎

-مش هسيبك يا بنتي والله حتى لو هيقتلوني بجد

ما ان نطقت حنين بهذه الجملة حتى فتحت نيرة عينيها الغائمة بسبب دموعها تحدق في هذه السيدة التي تضمها ولم يأتي على بالها ان ما يحدث بالفعل حقيقي :

-ياريتك بجد متسبينيش، دلوقتي هفوق وهتبقي مجرد سراب حواليا

ادمعت عيون حنين هل لا تزال ابنتها تظن انها غير حقيقة لتقوم جميلة بنفي هذا وهي تجلس بجانب نيرة من الناحية الأخرى على الاريكة؛

-هي مش سراب يا نيرة انتي في حضن امك فعلا

نظرت إليها بتشوش لتبدأ الأحداث في التقافز لعقلها وبدأت تتذكر كل شئ، فبعدما ظلت تصرخ قامت أسماء باعطائها مسكن احضره سميث وما ان استرخي جسدها حتى نامت بعمق على قدمي السيدة التي كانت تظن انها متنكرة في شكل... والدتها

انتفضت بعيداً عن أحضانها تحدق بها بصدمة كأنها تحدق بشبح ليقترب داوود وأسماء وفيكتور منها خوفاً ان تصيبها صدمة أخرى بينما حنين بدأت تبكي من خوفها على ابنتها التي ظلت تحدق بها بصمت، جلس فيكتور أرضاً أمام كلاهما ثم هتف بتوجس :

-نيرة هي عايشة وانا اللي اوهمت الكل بموتها

-ليه

كلمة خرجت من بين شفتيها تنظر إلى والدها بنظرات غريبة تتمنى ان يكون مبرره قوي بشدة لأجل ان يحرمها طوال هذه السنوات من والدتها الحنون، اما فيكتور تنهد بعمق شديد كان يخاف من هذه اللحظة لكن الآن لا مفر :

-اوهمت عيلة مكالستر بموتها لأنهم كانوا هيقتلوها وقدامي، اختارت تبقى ميتة في نظر الكل وعايشة في نظري

-ومقولتش ليا ليــــه، عارف اني كنت محتاجاها اكتر من اي حد لو كنت خايف من عيلة مكالستر كنت قولتلي وانا كنت قتلتهم ونهيت نسلهم كلهم

-وانتي فكرك اني مقدرش اخلص عليهم يا نيرة انا V بس اللي كان مانعني هي إلينا ولما ماتت اتربطت اكتر لأني سكر منهم لما اجي احكي ليها عن عيلة امها اقولها اني قتلتهم كلهم

-بس هما قتلوا مننــــا

-واحنا قتلنا منهم برضو ده احنا اللي بدأنا

صمتت نيرة ولم تتحدث فقد اكتفت بالنظر إليه بلوم وعتاب كونه خبئ عنها شئ كهذا واكتشفت أيضا بالنظر الي حنين بصمت لتتحدث فجأة عندما تذكرت سكر فقالت بلهفة :

-سكر فين مجتش معاكم

اطرقت أسماء رأسها بحزن ثم قالت :

-سكر بكت كتير لما عرفت انتي عملتي اي وهي دلوقتي مع الشباب مرضياش تهدي وزعلانة اوي ومش عايزة تشوفك

تنهدت بحزن تعلم أنها كذبت على سكر وعدتها ان تتعالج ما ان تنتهي من الأمر لكن بدلاً من هذا ذاهبة للموت بقدميها، صدقاً فكرت بالأمر لكن لم تستطع، حاولت مرة ومن كان يساندها وتفعل هذا من أجله لا يريد الآن أن يبقى معها في مكان واحد :

قاتلتي ومعشوقتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن