"يعلن جلالة الملك عن إجراء مسابقة لكل المقاتلين في المملكة لتعيين مرافق لابنه وريث عرش مملكة سيلفر .. كل من يملك القدرة على حماية سموه عليه أن يأتي للقصر الملكي في الموعد المحدد أدناه ."
أعادت قراءة الإعلان عدة مرات ونظرت للرجال في بلدتها الصغيرة الذين يجهزون أنفسهم .
"سأذهب .. يجب علي فعل هذا ، هذه فرصتي ."
هذا ما كان يشغل تفكيرها ، تلك الفكرة دون سواها أخذت تتردد في عقلها ، لكن مازال الﻷمر يحتاج بعض التخطيط .
دخلت منزلها وأغلقت الباب خلفها بحرص ، هي الفتاة الوحيدة في البلدة التي تعيش وحدها ، وربما الفتاة الوحيدة في المملكة التي تعيش وحيدة ولم يطلبها الملك لتعمل في قصره ، فهو لن يترك فتاةً بلا معيل تضيع من يده .
نظرت لنفسها في المرآة وأدارت عينيها في منزلها البسيط ، مازال لديها بغض الفخارات التي كانت قد اتخذت بيعها كمهنة ، لكنها لا تستطيع البقاء هنا .. هي فقط كانت تنتظر الفرصة لتذهب للقصر ، لترى الأمير الذي لا تعرف عنه سوى لقبه "الأمير الأول وريث عرش مملكة سيلفر"
عزمت أمرها فارتدت ما يناسب السفر ، وقفت أمام المرآة ولاحظت شعرها الطويل للغاية ، طويل لدرجة قد تعيقها في أي منافسة تخوضها.
ترددت قليلا ثم صنعته على شكل جديلة تدلت قرب ركبتها ، سحبت المقص من على الطاولة وقصتها من نصفها .
وضعتها في علبة خشبية وهي تبتسم ابتسامة باهتة ساخرة .
حقيبتها الجلدية وضعت بها بعض الأموال التي ادخرتها ، وضعت على كتبها حامل السهام والقوس ، وخنجرها عند خصرها
سحبت مفتاح المنزل ووقفت بجانب الباب تتأمل ما قد تركته بتلك الغرفة ، لم تكن تحتاج شيئا آخر فأغلقت الباب .
ماهي إلا لحظات حتى عادت وأخذت العلبة الخشبية التي تحتوي على ضفيرتها ثم قالت بهمس "وداعاً .."
سحبت الرباط من شعرها ليستقر على ظهرها ثم اتجهت للبيت المقابل وطرقت الباب .
فتاة أكبر منها بعدة سنوات فتحت وقالت بابتسامة عذبة "رينا، كيف حالك يا فتاة ؟"
أنت تقرأ
Strangers | غرباء
Historical Fictionهي قد نظرت لعينيه وعاهدته أنها ستقتله.. وكانت تلك المصيبة الكبرى التي لم يستطع أيٌ منهما التخلص منها ! ما هو شعورك أن تكون غريباً عن كل شيء ؟ كل ما حولك ليس مخلوقاً لأجلك ، وأي مكانٍ تراه لا يمنحك إحساساً بالانتماء . العالم مظلمٌ بشكلٍ كبير، كل شيء...