وجهة نظر ليون Lion's P.O.V
(بعد مرور أربع أسابيع)
قضينا كفرسان شهراً في قصر الملك ، الأمير كلفنا بمهماتٍ عدة ، ورين لم تتركه ، بقيت معه خطوةً تلو الأخرى ، تعالج جرح لونا ، وتحسن كل من غراي ورين باستخدام السيف بشكلٍ ملحوظ .
ليس وكأن ثلاث أسابيع كافية حقاً لتعلم السيف ، ولكني كنت أساعد رين في أي وقت تجد نفسها متفرغة ، وسكاي ولونا يساعدون غراي ..
جميعنا لاحظنا تقدم غراي أكثر منها ، كونه الأصغر سناً والألين ، متفرغٌ أكثر ويتدرب أكثر ، لذلك هو كان متفوقاً عليها !
نستيقظ صباحاً ، نتناول الفطور مع الأمير ، الغداء وحدنا دوماً ، والعشاء يكون مرةً معنا ومرةً مع عائلته ، الأمير يهتم جداً أن يكون معنا على الطاولة في وجبة الفطور ، هو يحاول أن يوطد ثقته بنا طوال الوقت ، يقول أننا الفرسان الذين سنحمل المملكة من بعده .
رين منعزلةٌ قليلاً ، بعيدةٌ عنا ، أشعر دوماً وكأنها لا تريد أن تكون جزءاً منا ، كأنها هنا رغماً عنها ، ولا تريد أن تتحدث دوماً ..
تتجاهل اجتماعاتنا معاً ، تجلس في غرفتها طوال الوقت ، تكره الأحاديث ، أذكر أن سكاي علق ذات مرة "أشعر أحياناً أنها لا تتحدث معنا ليس لأنها لا تريد ذلك ، بل لأنها خائفة منه ، وتخاف أن تقول أي شيء خاطئ .."
رمى كلمته ، وأخبرته لونا أن كلاماً كهذا مخيف ويجب أن نخاف منها كونها مرافقة سموه ، ثم تجاهل أربعتنا الأمر ، ولكني بطبعي المدقق على التفاصيل لم أستطع نسيانه ، بدأت أدقق على حديثي معها ، وفي كل مرة أشعر أنها تتجاهل المحادثات ، تختصر الكثير من الجمل ، تتجنب الأسئلة ، وتكره الإجابة عنها ..
أفكر بما يحدث حولي أحياناً ، وأغرق بأفكاري حد الثمالة ..ينتشلني منها طرق رين على باب غرفتي ، هذا ما يحصل دوماً كما يحصل الآن .
رفعت نظري وقلت "ما الأمر رين ؟"
"هل لديك وقت ؟ إن كنت متفرغ علمني بعض المهارات ."
قالت وهي تشير للسيف بيدها ، ابتسمت وسألت "هل يمكننا أن نجلس ونتحدث قليلاً ؟ نحن لم نفعل منذ مدة ."
هي هزت كتفيها بغير اكتراث ودخلت الغرفة ، رمت بجسدها على الأريكة بتعب ، تنهدت وسألتها "متعب أن تكوني مرافقة صحيح ؟"
"فقط أنا أمشي خلفه كظله وبلا فائدة تذكر ."
"هذا عملك ، يوماً ما ستدركين ما فائدته ."
"أتمنى ذلك .."
نظرت لي ، شعرت وكأنها تائهة تماماً ، عيناها محتارتين ، وتحملان الكثير من القصص ! رفعت حاجبي وسألت "ما بك ؟"
"مر شهر ، الأمر فقط .. أنه قد مر شهر .!"
"وماذا يعني هذا ؟"
أنت تقرأ
Strangers | غرباء
Ficción históricaهي قد نظرت لعينيه وعاهدته أنها ستقتله.. وكانت تلك المصيبة الكبرى التي لم يستطع أيٌ منهما التخلص منها ! ما هو شعورك أن تكون غريباً عن كل شيء ؟ كل ما حولك ليس مخلوقاً لأجلك ، وأي مكانٍ تراه لا يمنحك إحساساً بالانتماء . العالم مظلمٌ بشكلٍ كبير، كل شيء...