44 |المزيد من المرح|

7.4K 792 64
                                    

ودعنا المسافرين الأربعة عند باب القصر ، سوكوار احتضن ميريتيا وخبأ وجهه في كتفها ، لم أعلم هل كان يبكي أم لا ، لكنه كان يقف على الحافة ودفعةٌ واحدة قد تحطمه .

كنت أثق أن ذلك العناق القوي الذي شهد عليه فرسان المملكة ، ذلك العناق الذي شهدت عليه حديقة القصر بما فيها من أزهار وأشجار ، وحتى ذلك الحصان خلفهما كان يعني الكثير لهما حقاً ..

سوكوار انكسر أمامنا عدة مرات ، تعرض للكثير من الأمور القاسية ، ولم يدعنا في أي مرة نرى دموعه ، على عكس ميريتيا التي كانت تضعف بدونه ، كانت تعانقه بشكلٍ قويٍ جداً ، ونحن ابتعدنا لخطوات نمنحهم الخصوصية ، بينما ليون كان يشير ضاحكاً لناتاشا وهي تودع البقية .

ابتسمت وقلت "هي عاشت هنا فترةً قليلة ، لكنها اعتادت عليهم ، ناتاشا تضعف بسهولة ، عندما تركت القرية كنت أول شخصٍ تفقده ناتاشا ."

أومأ بتفهم وقال "وماذا عنك ؟"

"فقدت أبي وأمي ، كنت أعيش لوحدي ."

"لوحدك .."

نظر لي وتنهد فضحكت وقلت "أجل ، أخبرتك بهذا ربما أنا الفتاة الوحيدة في المملكة أعيش لوحدي ."

"أجل ، نوعاً ما ، هذا نادر ."

"أعلم هذا ."

حركت كتفي بغير اكتراث ، كان هذا من الماضي البعيد الذي نسيته تماماً ، ولم أعد أذكره ولا لأي سبب ، أنا تركت ذلك المكان ولن أعود .

سوكوار ساعد ميريتيا لتقفز على حصانها وأشار للبقية بقوله "اعتنوا بها ."

"أمرك مولاي ."

"لونا ستكونين قربها طوال الوقت وتحمينها ، غراي أنا أثق بفراستك ..حاول أن تفهم ما يجري ، وانتبه ألا يفتح جرحك فهو لم يلتئم بشكلٍ كامل ، سكاي أنت المسؤول عنهم وأوامرك مطاعة حتى عند ميريتيا ."

"كما تأمر جلالة الملك ."

قفز كل واحدٍ منهم على حصانه ومشى سكاي أولاً وخلفه ميريتيا ثم لونا وغراي يحمون ظهرها ، كان لديهم رحلةٌ طويلةٌ للغاية وكان عليهم تحمل مشقتها .

نظر سوكوار لنا وتنهد قائلاً "سأخبر أمي أن ميريتيا ذهبت في زيارةٍ لأهلها دون ذكر التفاصيل ، أتمنى أن يبقى هذا الأمر بيننا ."

"كما تأمر جلالة الملك ."

أجابته ناتاشا فتنهد وقال "عودي لعملك في المستشفى ناتاشا ."

"أجل .."

قالت وهي تمضي نحو الداخل ثم نظر لنا وتابع "أنا سأذهب للنوم ، اتركيني أرتاح حتى الغد ."

"هل هناك ما نقوم به مولاي ؟"

"لا .. افعلي ما يحلو لك ، تسكعي مع ليون أو نامي أيضاً ، لا أعلم ."

Strangers | غرباءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن