فتح عينيه ليجد نفسه على الأريكة ، لم يكن معتاداً على نومٍ كهذا ، شعر بعظام ظهره تؤلمه ، فتنهد ونهض .
نظر حوله ليجد ليون يوضب أغراضه في حقيبته ، ابتسم وقال "يا لك من نشيط ."
هز كتفيه ورد "على العكس ، أنا معتاد على النوم باكراً والاستيقاظ باكراً ."
نظر للسرير وتابع "كيف تنازلت عن السرير لها ؟"
تنهد وقال "أيقظها ، لن تفرح إن فعلت أنا ."
"لم ؟"
"كنت وقحاً قليلاً معها البارحة .."
رفع حاجبيه باستنكار فتابع سوكوار متجاهلاً إياه وهو يفتح باب الغرفة "سأحضر بعض الطعام لنا ."
نزل للأسفل ووجد عاملة الفندق ، نظر لها وقال "أريد وجبة لغرفتنا ."
"أسعارنا غالية سيدي ."
ابتسم ساخراً وقال "أنا لم أسئلك عن السعر ، فقط اطلبي وجبةً لنا ، وأنا من سيدفع ."
أومأت ورآها ترسل فتى صغير كان يعمل عندها ليجلب الطعام ، خرج من الفندق ينظر للشارع ، يفكر بالطريق المتبقي للوصول للقصر ، ويبتسم ما إن يفكر بليون ورين ، مرافقاه في رحلة الوصول نحو القصر الذي يمقته .
ابتسم بتفكيره كيف ستكون ردة فعلهما حين يعرفان من هو ، كان يتمتم ببعض الأشعار ، حفظها منذ طفولته ، دروس الأدب التي يكرهها ، لم يعرف أنها ستكون مفيدة لقتل الملل .
قضى بعض الوقت أنهى بها ترتيب أفكاره ، ثم دخل للفندق مرةً أخرى حين رأى الفتى يعود وبين يديه الطعام الذي طلبه .
دخل للغرفة ليجد رين جالسة على الأريكة تبعثر شعرها بيدها ، وليون مقابلاً لها يلف يده بقطعة قماش ، نظر له وقال "ماذا حدث ؟"
ابتسم وقال "تلك الفتاة عنيفة ."
نظر لها فتنهدت وأجابت "لقد أفزعتني ليون ، وهذه ردة فعل لا إرادية حقاً ."
ابتسم سوكوار وقال ساخراً "هل جرحت يده لأنه أيقظك من النوم ؟"
أومأ ليون فانفجر سوكوار ضاحكاً ، نفخت خديها بضيق بينما ابتسم ليون وقال "لا بأس ، إنه جرحٌ سطحي وهي كانت محقة ."
ابتسمت بسخرية وقالت "ظننتك شاب وقح كان يقوم بأمور مزعجة البارحة ."
طرق الباب ففتحه سوكوار وأخذ الطعام من الفتى ، أعطاه ثمنه وأتعابه ثم وضعه على الطاولة وقال "سنتناول الطعام وننطلق ، لدينا رحلة طويلة يجب أن تنتهي بحلول المساء ."
"لم ؟"
سألت رين ليقول بتملل "غداً هو اليوم الأخير لاستقبال المحاربين ."
"كم شخصاً تطوع يا ترى ؟"
اقترب ليون من الطعام وأجاب وهو يفتحه "عددٌ كبير ، لكن ليس الجميع سيشاهده الملك والأمير ، سيكون هناك تصفيات حسب الجنس والعمر والقبيلة أو المقاطعة التي جاء منها .. سيقوم بها حراس الملك .. "
أنت تقرأ
Strangers | غرباء
Historical Fictionهي قد نظرت لعينيه وعاهدته أنها ستقتله.. وكانت تلك المصيبة الكبرى التي لم يستطع أيٌ منهما التخلص منها ! ما هو شعورك أن تكون غريباً عن كل شيء ؟ كل ما حولك ليس مخلوقاً لأجلك ، وأي مكانٍ تراه لا يمنحك إحساساً بالانتماء . العالم مظلمٌ بشكلٍ كبير، كل شيء...