51 |حياة بالأبيض والأسود|

6.7K 720 79
                                    

وجهة نظر سوكوار Soukwar's P.O.V

مر أسبوعين على مغادرة ميريتيا وبقية الفرسان نحو مملكة الشمال ، لم نسمع أي خبرٍ عنهم ، أسبوعين ألزمت فيهما رين أن تبقى في سريرها ، ورافقني فيهما ليون ، الفارس ذو اليد الواحدة ..

تعمقت علاقتي بليون ، صرت أتعامل معه بعفوية أكثر ، أكثر من مجرد فارس في مملكتي ، صارحته بكل شيء عن يوم بترت يده ، وأخبرني أنه مرتاح لأني اتخذت هذا القرار ، أنه لو كان مكاني لاتخذ القرار نفسه !

وهذا جعلني أهدأ بعض الشيء .

أعيش اليوم بحياةٍ باردةٍ فاترة ، حياةٍ بالأسود والأبيض ، ميريتيا هي من لون حياتي سابقاً ، لذا شعوري أن حياتي فقدت لونها يقتلني للحد البعيد .

من السيء حقاً أن أعيش حياتي في سوداويتها وميريتيا بعيدة .

كانت الشخص الأول والوحيد القادر على انتشالي من وحدتي ، من حياتي التي عشتها دون أي شخص يهمس لي أنه يحبني ، كانت أول فتاة تعني لي الكثير ، أول فتاة أحضنها ، أول فتاة أراقصها ، أول فتاة تجعلني أقع بحبها بتلك الطريقة ..

مملكة الشمال تفوقت على مملكتنا دوماً ، وكان علينا دوماً أن نكون تابعين لها ، أن نقوم باتفاقياتٍ معهم حتى ننجو من براثنهم ، قبل سنوات أخبرني والدي أن مملكة الشمال تريد تدميرنا ، أزعجني الأمر وطلبت كمراهقٍ شاب طائش أن نجهز جيشاًَ ونهاجمهم ، كان حلاً فاشلاً تماماً ، وأخبرني والدي أننا سنبحث عن حلٍ أفضل .

بعد الكثير من المشاورات مع الملك والد ماثيو كان الحل أن نخطب خطبةً مشتركة بين المملكتين ، وبما أنني الشاب الوحيد هنا ، فقد كانت ميريتيا خطيبتي ..

كرهت هذا الأمر ، وبطريقةٍ ما كرهت ميريتيا معه ، على الرغم أنها كانت ضحيته مثلي ، كان علي أن أريح قلب والدي -الذي لم يرح قلبي قط- وأخبره أني وميريتيا في انسجامٍ تام ..

اضطررت أنا وهي للكذب عليهم في مراتٍ عدة ، لتمثيل الحب أمامهم ، أن أري والداي كم أحبها ، وأن أري الناس أن هذه المعاهدة لسلام المملكتين لم تكن فاشلة رغم أنه بنظري كانت فاشلة بكل المقاييس .

ميريتيا لم تطيقني ، ولم تطق التعامل معي ، لذا كنت أملك نفس المشاعر ، ربما صرخت عليها كثيراً ، وبادلتني الصراخ ، ربما تشاجرنا كثيراً ، ربما وبخنا بعضنا البعض كثيراً ، لكني لم أضربها قط ، لم أستطع أن أفعل .

ربما لأني أميرٌ ونبيل ولا يجب علي أن ألمس فتاةً بسوء ، و ربما لأن جزءاً قوياً يصرخ بداخلي أنها ضحية .. تماماً مثلي ، مما منعني أن أمسها بسوءٍ جسدي ، وإن كنت متيقناً أني في كثير من المرات سببت لها سوءاً نفسياً .

ميريتيا كانت قادرة على انتشالي من كل مساوئي ، وجعلت مني شخصاً جديداً ، كانوا يقولون أن الحب يغير الشخص ، ولم أؤمن بهذا .. حتى وقعت بحبها 

Strangers | غرباءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن