"جهزوا حصاناً وثلاث حراس لإعادة رئيسة الأطباء إلى بلادها ."
سوكوار أمر الحرس المجتمعين حوله وهو يقف في حديقة القصر ، كنت أقف خلفه بنظرةٍ صامتة ، علمت أن هذا سيحصل ، أنا من أقنع ناتاشا بالعودة إلى الديار على أي حال .
لاحظت تفرق تجمعات الحرس لنجد غراي يتقدم ، انحنى أمام الملك وقال "جلالتك ."
"ما الأمر غراي ؟"
"هل تسمح لي أن أوصل السيدة ناتاشا إلى قريتها ، وأعود من طريق الغابة لأرى عائلتي ."
"من الصعب أن تعود من طريق الغابة وحدك ، إنه خطر ."
"أنا ابن الغابة جلالة الملك ."
لم يستطع أن يخفي ابتسامته لأنه لم يسمع كلمة الرفض من سوكوار ، بدا سعيداً للغاية ، طفلٌ مثله من الصعب عليه أن يبقى بعيداً عن عائلته لفترةٍ طويلة .
صمت سوكوار يفكر ، لم يجبه ، بدا وكأنه يحتاج لبعض الوقت ليصفي ذهنه ثم قال "اصطحب رين معك ."
"جلالتك .."
نطقت بصدمة فابتسم وقال "أنت اذهبي مع غراي ، أوصلي ناتاشا وشاهدي قريتك ثم عودي معه ، احرصوا على العودة قبل الزفاف ."
"الزفاف ؟"
سألته بصدمة مجدداً ، لم أعلم أن هناك زفاف يقام ، ابتسم وقال "زفاف سكاي بعد أسبوع ، إنها مدة كافية لإيصال ناتاشا ورؤية عائلتكما ."
"ولكن جلالة الملك .."
"ليون سيكون مرافقي ."
""كما تأمر جلالة الملك ."
نطقت ، ونطق ليون معي أيضاً ، نظرت لأجده خلفي ، تلاقت أعيننا لوهلة فأبعدتها سريعاً ، انحنى أمام سوكوار وقال "شكراً لثقتك بي مولاي .."
"أنا أثق بك جداً ، وأثق بقوتك أكثر مما أثق بك ."
هو قال بابتسامة جعلت ليون ينفجر ضحكاً ، نظر سوكوار لي وقال "اذهبي وبدلي ملابسك سريعاً ، وأنت أيضاً غراي ."
عدت لغرفتي سريعاً وعينا ليون تراقبني ، وعينا سوكوار تجدحه بنظرة مخيفة ، اكتفيت بملابس الفرسان فهي أكثر ما يريح ، عدلت سيفي ووضعت وشاحاً على كتفي غطى جسدي بأكمله .
نزلت نحو الأسفل لأجد غراي ، ابتسم وقال "أهلاً بالقائدة .."
"هذا كان من الماضي ."
"كونك لم تمارسي سلطتك يوماً لا يغير أنك قائدة الفرسان ."
ابتسمت لما قاله الفتى الفتي أمامي ، ركبت وناتاشا وغراي كلاً منا على حصان ، ابتسم سوكوار وقال "ننتظركم يوم الزفاف ."
"شكراً جلالتك ."
غراي قال ثم نظر لي ، تبادلت معه النظرات وضربت على حصاني لتنطلق الأحصنة الثلاثة نحو قريتي التي لم أزرها منذ سنةٍ مرت على مغادرتي لها ..
أنت تقرأ
Strangers | غرباء
Historical Fictionهي قد نظرت لعينيه وعاهدته أنها ستقتله.. وكانت تلك المصيبة الكبرى التي لم يستطع أيٌ منهما التخلص منها ! ما هو شعورك أن تكون غريباً عن كل شيء ؟ كل ما حولك ليس مخلوقاً لأجلك ، وأي مكانٍ تراه لا يمنحك إحساساً بالانتماء . العالم مظلمٌ بشكلٍ كبير، كل شيء...