"مازال هناك طابقان ."
قال سوكوار وهو يحمل الفانوس بيده ، يضيء الدرج الضيق الذي ننزل عليه وأنا خلفه ، نظرت له بصدمة وقلت "لقد نزلنا ثلاث طوابق تحت الطابق الأرضي من القصر مسبقاً ."
"توقفي عن التذمر بحق الله ."
قال بتملل ، أنا قلت تذمرت أكثر من مرة ، نزلنا الطابقين الأخيرين لأجد مساحةً فارغة مظلمة تماماً ، نظر لي وهمس "أياً كان ما سترينه ، لا يصيبك الذعر ، وإن ذعرتِ فلا تصرخي ."
"لن أصرخ ."
قلت بارتباك ، أنا لم أعتد على مواجهة الأشياء المجهولة ، هو قرب الفانوس بيده لشمعة بجانب الباب لتشتعل جميع الشموع ، نظرت أمامي لأجد الكثير من الأقفاص المغلقة ، اقترب سوكوار ونقر بيده على أحدها ليتبين لي ما كان ذاك الشيء الأسود .
"خفاش ؟"
نطقت باستغراب فابتسم وقال "هناك أكثر من خمسمئة خفاش في هذا المكان ."
"ما الذي تتحدث عنه سوكوار ؟"
"أنت تقفين السلاح السري لمملكة سيلفر ."
"هل أحضرتني هنا لأرى هذه السخافة ؟"
لم أنتبه أن نبرة صوتي بدأت تعلو ، شعرت بشيءٍ يقترب مني من الخلف لأتراجع وأنا أرى خفاشاً يهجم علي ، صرخت بذعر ولوهلة لم أقدر على الوصول لسيفي ، كان ذاك أحد أكثر المواقف التي تسارعت بها نبضات قلبي .
"ألم أقل لك لا تصرخي ؟"
قال سوكوار بلوم وهو يبعد الخفاش عني برمي حجر في مكانٍ بعيد ليتوجه له ، أصوات أجنحة الخفافيش في الأقفاص صنع صخباً مخيفاً جعلني أتراجع بذعر وأنا أمسك بيد سوكوار وأقول "دعنا نخرج من هنا."
"اهدئي رين ، أنت قاتلت أعتى المقاتلين ، وواجهت أشرس حيوانات الغابة ، هل ستخافين من طير ؟"
"أنا فقط .. لست معتادة على هذا الجو المظلم ."
هو أطفئ الشموع وخرج مغلقاً الباب ، جلست على الدرج ليضع الفانوس على الأرض وينحني أمامي ، تنهد وقال "ما بك رينا ؟"
"أنا فقط .. شعرت بالذعر لسببٍ ما ، كان الأمر موتراً لا أكثر ."
ابتسم وقال "لنصعد للأعلى ، حتى تهدأين ثم نتكلم.. موافقة ؟"
أومأت له وصعدت ، كان جسدي يرتجف لسببٍ سخيف ، وكرهت هذا الشعور جداً !!
دخل سوكوار غرفة مكتبه وأنا خلفه ، جلست على الأريكة وأنا أضم جسدي إلي ، أكره كوني ضعفت أمام مجرد طائر ، ليس وكأني أخافه ، لكني توقعت الكثير من الأشياء ، لكن ما رأيته كان مختلفاً كلياً وبطريقةٍ مرهبة ..
وضع كأس ماء على الطاولة وقال "تلك الخفافيش ، جمعتها أنا وسكاي ، وقمنا بتدريبها ."
"دربتم خفاشاً ؟"
أنت تقرأ
Strangers | غرباء
Historical Fictionهي قد نظرت لعينيه وعاهدته أنها ستقتله.. وكانت تلك المصيبة الكبرى التي لم يستطع أيٌ منهما التخلص منها ! ما هو شعورك أن تكون غريباً عن كل شيء ؟ كل ما حولك ليس مخلوقاً لأجلك ، وأي مكانٍ تراه لا يمنحك إحساساً بالانتماء . العالم مظلمٌ بشكلٍ كبير، كل شيء...