قضيت طول النهار في غرفة ليون ، بدأ يتحسن وحاولنا التدرب مع بعضنا ، هو قال أنه خسر نصف قوته بخسارة سيفه الأول ، وحتى الآن .. أنا مازلت أخسر أمام ليون ولا يمكنني الفوز عليه .
طرقاتٌ خفيفة على الباب قاطعت حديثنا ، نهضت لأفتح لأجد الأمير يقف أمامي ، انحنيت وقلت "مولاي .."
رفعت رأسي فابتسم وقال "أريدك أن تأتي معي ."
"أمر سموك ."
قلت بطواعية وأنا ألوح لليون وأخرج ، نظر لي وقال وهو يمشي بممرات القصر "كيف حاله ؟"
"بخير .."
أجبت باختصار ، أنا أشعر أني أكره سوكوار جداً بعد نقاشنا الأخير ، كم رغبت بصفعه حينها ..
"مولاي .."
قلت فجأة فأجاب دون أن ينظر لي "ماذا تريدين ؟"
"أرد أن أقول أن ليون سعيدٌ لأنك سمحت بالقيام بتلك الجراحة ، قال أنه لو كان هو لفعل الأمر نفسه ، لأنه سيكسب المحاولة ويمنح نفسه الفرصة فلا يعيش غارقاً بالندم ..
وقال أيضاً أنه لا يحق لك أن تلوم نفسك لألمه ، فشل الجراحة لم يكن بيدك ولا بيد أحداً ، وهو فخورٌ أنه مازال من فرسانك رغم أنه بيدٍ واحد ."
"شكراً لك رين .."
هو قال بابتسامةٍ صادقة ، ورغم أني منزعجةجداً منه إلا أنه ابتسم ابتسامةً صادقةً أخيراً متجاهلاً كل شيء حصل ..
ابتسامة سوكوار تلك كانت كفيلة بأن تجعلني أنسى تصرفاته اللعينة التي جعلتني أكرهه ، رغم كل شيء ، جميعنا أحياء بسببه الآن .
نظر لي وقال فجأة "أنا سأتناول الطعام اليوم مع عائلتي لأول مرة بعد الحادثة ، لذا يفضل أن يروا أنك مرافقتي ."
"فهمت مولاي .."
استغربت مما قاله ، لا أدري ما الذي سيشكل فرقاً إن كنت أنا من يقف خلفه أم لونا أو حتى الصغير غراي ؟ الأمر غير مهماً ، لكن النبلاء المهوسين بالتسميات الاجتماعية تجعل الأمور قاتلة ، وصعبة المرور ..
هو دخل وسلم على والده الجالس على الأريكة باحترام ، بينما انحنيت أمام الملك ، أكثر رجلٍ أكرهه في الوجود ، قاتل أبي .
تراجعت أقف بجانب الحراس الموجودين بالغرفة ، الخدم أدخلوا الطعام بنظامٍ شديد مثير للاشمئزاز وسوكوار قال لوالده "تفضل للمائدة أبي .."
هو ساعده على النهوض من الأريكة والوصول إلى مقعده في المائدة ، فتح أحد أبواب القاعة لتدخل الملكة وميريتيا وخلفهما خادمة الملكة .
سوكوار ابتسم لأمه وقال "مرحباً أمي .."
"أهلاُ بني .. اشتقت لك ."
قالت فعانقها وقبل رأسها ، هما يعيشان في بيتٍ واحد ، وها هي تشتاق إليه لأنه لم يتناول الغداء لخمسة أيام ، هو ابتعد عن أمه ثم قبل يد ميريتيا بنبل وسحب لها الكرسي وجلس ، كنت أقف مقابلاً له وأرفع حاجبي باستنكار مع ابتسامةٍ ساخرة على وجهي ، وكونه الشخص الوحيد الذي يراني هو رمقني بنظرةٍ حادة لسخريتي منه ثم شرب من الماء وجلس يأكل بصمت .
أنت تقرأ
Strangers | غرباء
أدب تاريخيهي قد نظرت لعينيه وعاهدته أنها ستقتله.. وكانت تلك المصيبة الكبرى التي لم يستطع أيٌ منهما التخلص منها ! ما هو شعورك أن تكون غريباً عن كل شيء ؟ كل ما حولك ليس مخلوقاً لأجلك ، وأي مكانٍ تراه لا يمنحك إحساساً بالانتماء . العالم مظلمٌ بشكلٍ كبير، كل شيء...