33 |البريئة !|

8K 848 80
                                    

قضيت طول النهار في غرفة ليون ، بدأ يتحسن وحاولنا التدرب مع بعضنا ، هو قال أنه خسر نصف قوته بخسارة سيفه الأول ، وحتى الآن .. أنا مازلت أخسر أمام ليون ولا يمكنني الفوز عليه .

طرقاتٌ خفيفة على الباب قاطعت حديثنا ، نهضت لأفتح لأجد الأمير يقف أمامي ، انحنيت وقلت "مولاي .."

رفعت رأسي فابتسم وقال "أريدك أن تأتي معي ."

"أمر سموك ."

قلت بطواعية وأنا ألوح لليون وأخرج ، نظر لي وقال وهو يمشي بممرات القصر "كيف حاله ؟"

"بخير .."

أجبت باختصار ، أنا أشعر أني أكره سوكوار جداً بعد نقاشنا الأخير ، كم رغبت بصفعه حينها ..

"مولاي .."

قلت فجأة فأجاب دون أن ينظر لي "ماذا تريدين ؟"

"أرد أن أقول أن ليون سعيدٌ لأنك سمحت بالقيام بتلك الجراحة ، قال أنه لو كان هو لفعل الأمر نفسه ، لأنه سيكسب المحاولة ويمنح نفسه الفرصة فلا يعيش غارقاً بالندم ..

وقال أيضاً أنه لا يحق لك أن تلوم نفسك لألمه ، فشل الجراحة لم يكن بيدك ولا بيد أحداً ، وهو فخورٌ أنه مازال من فرسانك رغم أنه بيدٍ واحد ."

"شكراً لك رين .."

هو قال بابتسامةٍ صادقة ، ورغم أني منزعجةجداً منه إلا أنه ابتسم ابتسامةً صادقةً أخيراً متجاهلاً كل شيء حصل ..

ابتسامة سوكوار تلك كانت كفيلة بأن تجعلني أنسى تصرفاته اللعينة التي جعلتني أكرهه ، رغم كل شيء ، جميعنا أحياء بسببه الآن .

نظر لي وقال فجأة "أنا سأتناول الطعام اليوم مع عائلتي لأول مرة بعد الحادثة ، لذا يفضل أن يروا أنك مرافقتي ."

"فهمت مولاي .."

استغربت مما قاله ، لا أدري ما الذي سيشكل فرقاً إن كنت أنا من يقف خلفه أم لونا أو حتى الصغير غراي ؟ الأمر غير مهماً ، لكن النبلاء المهوسين بالتسميات الاجتماعية تجعل الأمور قاتلة ، وصعبة المرور ..

هو دخل وسلم على والده الجالس على الأريكة  باحترام ، بينما انحنيت أمام الملك ، أكثر رجلٍ أكرهه في الوجود ، قاتل أبي .

تراجعت أقف بجانب الحراس الموجودين بالغرفة ، الخدم أدخلوا الطعام بنظامٍ شديد مثير للاشمئزاز وسوكوار قال لوالده "تفضل للمائدة أبي .."

هو ساعده على النهوض من الأريكة والوصول إلى مقعده في المائدة ، فتح أحد أبواب القاعة لتدخل الملكة وميريتيا وخلفهما خادمة الملكة .

سوكوار ابتسم لأمه وقال "مرحباً أمي .."

"أهلاُ بني .. اشتقت لك ."

قالت فعانقها وقبل رأسها ، هما يعيشان في بيتٍ واحد ، وها هي تشتاق إليه لأنه لم يتناول الغداء لخمسة أيام ، هو ابتعد عن أمه ثم قبل يد ميريتيا بنبل وسحب لها الكرسي وجلس ، كنت أقف مقابلاً له وأرفع حاجبي باستنكار مع ابتسامةٍ ساخرة على وجهي ، وكونه الشخص الوحيد الذي يراني هو رمقني بنظرةٍ حادة لسخريتي منه ثم شرب من الماء وجلس يأكل بصمت .

Strangers | غرباءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن