فيما مضى ، قبل ثمانية عشر عاماً
سوكوار بعمر 12 عاماً
اثنتا عشر شتاءً انقضوا وذاك الطفل الصغير يراقب تساقط الثلوج من نافذة غرفته ، يتمنى لو يستطيع أن يخرج للعالم الخارجي كما يسميه ، هو لم يلمس الثلج يوماً لأن الأمراء يبقون بعيدين عنه حتى لا يصابون بالمرض .
القصر لم يختلف عن السجن بشيء ، كان فقط أكثر فخامة ، وكان ذاك الأمير الصغير الوحيد لوالديه ولي العرش يعيش في سجنٍ كبير ، لا يستطيع الخروج منه ، لا يسمح له بذلك .
يراقب الأطفال يلعبون من شرفة غرفته العالية ، يأخذ نفساً عميقاً ويقرر قراراً سيندم عليه لاحقاً على الأغلب .
وضع وشاحاً فوق ملابسه ونزل نحو الطابق الأرضي من القصر ، اصطنع بعض الضجيج ليقدر على المغادرة بحرية وهرب ..
اثنتا عشر شتاءً ، كانت المرة الأولى التي يغادر بها سجنه ، كانت المرة الأولى التي يشعر بها بملمس الثلج بعد أن اكتفى بمراقبته لسنوات ..
الضحكة تغطي شفتيه ، ابتسامته واسعة وكبيرة ، إنه أحد أحلامه الصغيرة تتحقق !
يخرج نحو الساحة العامة للعاصمة ، يعلم أنه كأمير تم تدريسه طرقات العاصمة شارعاً شارعاً ، لكنه لم يطبق الأمر عملياً أبداً .
يقف وسط الأطفال ، يعبثون ويمرحون هنا وهناك ، يتراشقون بكرات الثلج ، يصنعون رجال الثلج ، يصنعون أشكالاً جميلة وجذابة لم يعلموه إياها في صف الفنون ، ولم يقدر على فعلها بنفسه .
شعر بضربةٍ قوية على رأسه ، كان شعوراً غريباً لأمير عاش حياته في القصر أن يضرب رأسه ويشعر ببرودة الثلج بين خصلات شعره .
استدار بغضب ليجد فتىَ أكبر منه سناً يقول "أعتذر بشدة ، أنا فقط كنت ألعب مع صديقي ولم أقصد أن تصيبك كرة الثلج ."
"ما الذي تلعبه ؟"
"نحن نترامى بكرات الثلج ."
"ما المسلي بهذه اللعبة ؟"
سأل وهو يعقد يديه أمام صدره ليبتسم الفتى ويجيب "إنها مسلية ، أنت فقط لم تجربها ."
"كيف تلعب ؟ ما قوانينها ؟"
انفجر الفتى ضاحكاً وسأل "ألم تلعب بالثلج من قبل ؟"
"إنها مرتي الأولى ."
قال ووجنتاه بلونٍ أحمر ، مرته الأولى التي يشعر بالثلج على جسده ، مرته الأولى التي يخرج بها من سجنه ، كيف سيعرف كيف يلعب الأطفال بالثلج ؟ لقد كبر أسرع من عمره ، لم يعش طفولته قط !
"لا قواعد لهذه اللعبة ، اجمع الثلج على شكل كرة وارميه على الشخص الآخر ، وانتظر أن يرد لك الضربة ."
أنت تقرأ
Strangers | غرباء
Ficción históricaهي قد نظرت لعينيه وعاهدته أنها ستقتله.. وكانت تلك المصيبة الكبرى التي لم يستطع أيٌ منهما التخلص منها ! ما هو شعورك أن تكون غريباً عن كل شيء ؟ كل ما حولك ليس مخلوقاً لأجلك ، وأي مكانٍ تراه لا يمنحك إحساساً بالانتماء . العالم مظلمٌ بشكلٍ كبير، كل شيء...