هو اقترب منها مقلصاً المسافة بينهما للصفر ، ابتسامته ارتسمت على وجهه ، نظر لها من أعلى رأسها إلى أخمص قدميها ، وقال "أنتِ لي أخيراً ."
أحنت رأسها للأسفل ، عضت على شفتيها بقوة وأخفت وجهها خلف شعرها ، أصابع يديها بدأت تعبث بأطراف فستانها بتوتر فأمسك بيدها محرراً الطرف الأيمن من الفستان وقال "لا تتوتري ."
هو رفع يدها لتلامس شفتيه ، طبع عليها قبلةً عميقة وقال "أنت هنا.."
وضع يده الأخرى على كتفها واقترب منها مسنداً رأسه على رأسها ، هي توترت أكثر ، لم تكن بهذا القرب من أحد يوماً إلا سوكوار ، اشتم شعرها بقوة ، شعرت أنه يريد إدخالها لأعماقه ، وشعرت بابتسامته وهو يقول "اشتقت لرائحة شعرك ."
"ابتعد عني ."
همست وهي تبكي ليضع يده خلف ظهرها ويعانقها ، دفنها في صدره وقال "لن أبتعد عنك ، أنت بقربي أخيراً ، فكيف أفعل ؟"
"إن كنت مهمةً جداً بالنسبة لك ، لم طلبت لونا ؟"
"لأريك أن سوكوار سيتخلى عنك ."
هو قال بهدوء مما جعل دموعها تتساقط بقوة ، لقد كسر قلبها بتلك الكلمة ، وشعر أنها تم التخلي عنها مجدداً ، لتكون مجدداً (مستخدمة) .
"أنت بين ذراعي أخيراً ، إنه الحلم الذي لا يمكنني التخلي عنه ."
"أرجوك أيها الملك ماثيو ."
قالت ورأى دموعها تتساقط على وجنتيها ، اقترب وقبل وجنتها مانعاً دموعها من أن تذرف مزيداً وهمس "لا مزيد من البكاء ، لن تبكي على رجلٍ تخلى عنك ."
حملها بين ذراعيه وسار بها في ممرات القصر ، لم تستغرب فعلته ، منذ أن كانوا صغاراً كان يحملها دوماً ، ولكن هذه المرة كانت مختلفة تماماً ، تماماً !!
فتح باب غرفتها ووضعها على السرير ، ارتجف جسدها خوفاً منه ولكنه ببساطة سحب الغطاء ووضعه فوقها وقال "نامي عزيزتي ، فقريباً ستتوجين كملكة لأقوى الممالك ، لذا عليك أن ترتاحي ."
قال كلماته وخرج ، فقط في دقائق كان قد دس سماً أن سوكوار تخلى عنها لأجل الفارسة، وتركها محاصرة في خيبتها وألمها ، في ضجيج الجنون الذي يسكن بداخلها ، تركها محطمة ومخذولة وفي جعبتها ألف صرخة اضطرت أن تصرخهم داخل وسادتها حتى لا يسمعها أحد .
نامت ذلك اليوم تحتضن آلامها كلها ، نامت والحزن مزقها ولا تعلم كيف تتعافى منه !
صباح اليوم التالي اجتمعت مع الفرسان في قاعة الطعام ، كان ماثيو يترأسها وغراي وسكاي يتناولون طعامهم بهدوء ، بينما بدا على لونا الشرود ، طرقت ميريتيا الباب بخفة لتسمع إذناً لها بالدخول ، ابتسم ماثيو وقال "صباح الخير جميلتي .."
![](https://img.wattpad.com/cover/145369915-288-k852647.jpg)
أنت تقرأ
Strangers | غرباء
Ficción históricaهي قد نظرت لعينيه وعاهدته أنها ستقتله.. وكانت تلك المصيبة الكبرى التي لم يستطع أيٌ منهما التخلص منها ! ما هو شعورك أن تكون غريباً عن كل شيء ؟ كل ما حولك ليس مخلوقاً لأجلك ، وأي مكانٍ تراه لا يمنحك إحساساً بالانتماء . العالم مظلمٌ بشكلٍ كبير، كل شيء...