صباح اليوم التالي كان الدخول إلى غرفة ليون أول شيء أفعله ، كان واقفاً في منتصف الغرفة يلوح بسيفه ويتدرب ..
نظرت له وقلت بصدمة "ماذا تفعل بحق الله ؟"
"أتدرب .."
"حقاً ؟ أنا أرى ذلك أيها الأحمق ، أنت أنهيت الجراحة البارحة ، هل تظن أن جسدك قادرٌ على هذا ؟"
"أنت تعلمين أني أقاتل بسفين ، والآن بعد أن فقدت أحدهما أنا علي تدريب نفسي لأكون أقوى بواحدٍ منهما ."
قال بجدية وهو ينظر لعيني بعينيه الزرقاء الغاضبة الحزينة ، تنهدت وقلت "ستدرب ، وسأساعدك فنقوي من أنفسنا معاً ، أعدك .. لكن نل قسطاً من الراحة هذا الأسبوع فقط ."
"أنا لا أستطيع ."
"ليون .. الحزن لا يليق بك ، أنت من كان يقول دائماً أن أنتشل نفسي من أحزاني .."
صمت وأخفض نظره للأرض ، تنهدت وتابعت "لا تغرق في الحزن ، يشفي الزمن كل شيء ."
"لكن .. مهما مر الزمن ، هو لن يعيد لي هذه اليد التي فقدتها للأبد .."
"لكنك قوي ، أنت أقوى شخص أراه في حياتي ، لذا أنت قادرٌ على المقاومة ، أنت لن تسمح للزمن بالمرور وأنت واقفٌ في مكانك بضعف ."
اقترب مني وعانقني بيده الواحدة ، لم أتحرك ، أنا لم أستطع أن أقدم لليون شيئاً فلم أبادله ذاك العناق ، وفي الوقت نفسه .. أنا لا أستطيع منعه فقد بدا محطماً ..
رمى برأسه على كتفي لألاحظ كم هو طويلٌ أمامي ..
"اهدأ .."
همست بخفوت ليرد سريعاً "صه .."
قال لأصمت نهائياً وأمنحه بعض الوقت ، تنهد وقال "أنا آسف .."
"لم ؟"
"لكل ما حصل ، للدموع الغزيرة التي ذرفتها في ذلك اليوم ، أنا حتى لم أستطع رفع يدي لمسحها ."
"أنا آسفةٌ أيضاً ، أنا من اقترح أن نفترق ، تركتك تذهب للمقدمة وذهبت للساحة الخلفية للقصر .. أنا آسفة ، آسفةٌ جداً ."
قلت ودمعتان حارتان نزلتا من عيني ، أنا أتماسك بشدة منذ أيام كي لا أنفجر بالبكاء ، ابتعد عني ونظر لعيني وقال "لا تلومي نفسك حسناً ؟"
أومأت فابتسم وقال "هل يتناول الفرسان فطورهم معاً ؟"
"أجل.. قالوا أنهم سيعودون لفعل ذلك اليوم ."
"إذاً لنذهب .."
قال وهو يمسح الدمعتان على وجهي ، أنا أستغرب كم أن ليون شخصٌ قوي ، شخصٌ قادرٌ على التماسك ، كيف يكون ليون قادراً على إخفاء انكساره رغم عمق خسارته ، والتماسك بتلك القوة ..
هو المثال الحي الذي أراه في حياتي للقوة .
خرجنا من غرفة ليون ليجد سكاي في الممر ، تبادلا عناقاً أخوياً شبابياً سريعاً وقال سكاي "الحمد لله على سلامتك يا صاح ."
أنت تقرأ
Strangers | غرباء
Historical Fictionهي قد نظرت لعينيه وعاهدته أنها ستقتله.. وكانت تلك المصيبة الكبرى التي لم يستطع أيٌ منهما التخلص منها ! ما هو شعورك أن تكون غريباً عن كل شيء ؟ كل ما حولك ليس مخلوقاً لأجلك ، وأي مكانٍ تراه لا يمنحك إحساساً بالانتماء . العالم مظلمٌ بشكلٍ كبير، كل شيء...