47 |مليءٌ بالأسرار|

6.7K 750 59
                                    

"أرى أنك غيرتِ تسريحة شعرك ، ما السبب ؟"

سألني الملك أو سوكوار في طريقنا نحو قاعة الطعام ، تنهدت وأجبت "لقد طال ، وخفت أن يربكني في أي لحظة ."

"ذوق ناتاشا ؟"

"كيف عرفت ؟"

سألت ضاحكة ليقول ساخراً "إنه جميل ، أنا أثق أنك لن تفعلي شيئاً جميلاً كهذا بمفردك ."

"إن كان لدي الوقت لأتعلم تصفيف الشعر لصقلت مهاراتي بالسيف ."

"أنت تهتمين بأشياء أكثر أهميةً إذاً .؟"

"ليس بالضرورة مولاي ، الأولويات تختلف من شخصٍ لآخر .."

"ربما .."

قال وهو يدخل القاعة بعد أن فتح له الحارس الباب ، وقفت جانباً أراقبه وهو يأكل الطعام مع أمه في صمتٍ تام ، تسأله عن أحوال المملكة وأحوال ميريتيا ويجيبها بهدوءٍ قاتل .

أستغرب أحياناً كيف يمكن للأم أن تتحمل ابنها ، ولا أعني سوكوار تماماً ، بل أي أم تتحمل تصرفات ابنها الطائشة و الباردة أو المستفزة .

سوكوار قد كبر وأصبح ملكاً ، لكني متأكدة أنه لم يكن في طفولته هكذا ، لذا أستغرب من الملكة الأم أو الملكة الأرملة - كما نسميها -كيف تحملته .

نظرت لي وقالت له بهدوءٍ تام "كيف حالك أنت ومرافقتك ؟"

رفعت حاجبي وأنا أنظر له ، نظر لي للحظات ثم قال "جيدين ."

"هي تحميك جيداً ؟"

"أجل أمي ."

لم يكن سؤالها مريحاً ، تنهد وقال "ما الغاية من السؤال الآن أمي ؟"

"أنت الملك ، الأكثر تعرضاً للخطر والأكثر أهمية ."

"سأكون بخير أمي .."

هي صمتت وتابعت أكل طعامها ، وضعت الملعقة في صحنها وتنهدت ، نظر لها وقال "أنت لم تكملي نصف صحنك أمي ."

"بعد وفاة والدك أنا لا رغبة لي بفعل أي شيء ."

"يجب أن تأكلي ، صحتك مهمة .."

"ولكني أشعر بالتعب ."

زفر بضيق وقال "أمي ، لقد مات الملك منذ أسبوعين وأنت كنت تأكلين بانتظام ، ماذا حدث اليوم ؟"

أشارت بيدها للكرسي المقابل لها وقالت "هذا الكرسي الفارغ كان لميريتيا ، وأنت أتيت اليوم وأخبرتني أنه سيبقى فارغاً لوقتٍ طويل ، ميريتيا هي النور في حياتي ."

"أمي .."

قال بلوم وتنهد ، نهض من مكانه وقال "أنا آسف أمي ، هذا كان قرارها ، وكان علي أن أقبل ولا أحرمها من رؤية أرضها وأهلها ، أنت لا ترضين أن أحرم فتاةً من رؤية أمها بعد كل تلك السنوات !"

Strangers | غرباءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن