كان ذلك امتحانها الأول ، كونها محاصرة بينهم ، هي يجب أن تثق بقوتها وتتغلب على ضعفها .. هي تؤمن أنها قوية ، تؤمن أنها قادرة على هزمهم بخنجرها وسهامها .
لكن ما شعرت به تالياً سوكوار يسحبها خلف ظهره وهو يقول بجدية تامة"حثالة مثلكم ، لا تلمسوا مرافقة سموه.."
لم يقترب أحدٌ منه ، كان يبدو قوياً ، من النوع الذي لن يحب أحدهم أن يخوض منافسةً ضده .
مشى وهو يسحبها خلفه ، خرج من القبو المظلم وصعد القبو لتسحب يدها وهي تصرخ بقوة "ابتعد سوكوار بحق الله ماذا يحصل معك ؟"
نظر لها وقال "في مكانٍ قذرٍ كهذا تأكدي أن تكوني بقربي ."
"أنت لعين ، لم أتيت هنا ؟"
"أردت شراء حامل لسيفي ، هل عندك مانع ؟"
"من قال أني سأكون مرافقة الأمير ؟ من أنت لتقرر حتى ؟! بحق الله سوكوار .. انتبه لتصرفاتك ، سأراك حتى الساعات القليلة القادمة ، لا تجعلني أشعر بالقرف ."
هو تنهد وخرج بعصبية ، امتطى حصانه وقال "سنسرع بالوصول للقصر ، فلا وقت لدينا .."
انطلقت الأحصنة الثلاثة وسط الطرقات ، طرقات القرى الصغيرة ، والغابة المحيط بهم ، بدأت ملامح العاصمة تظهر شيئاً فشيئاً ، الضجيج ، الباعة ، الازدحام الشديد في كل مكان ، نظرت لليون وسألت "هل هذه هي العاصمة ؟"
"أجل .. وهذا هو القصر .."
أشار بيده إليه ، الثراء والفخامة ، البذخ والأموال المرمية في كل مكان ، كان هذا واضحاً جلياً من نظرةٍ واحدة ، يمكنك ملاحظته ما إن تصل على العاصمة ، أو حتى قبل أن تفعل ، كونه البناء الأكثر ارتفاعاً في المملكة ، أطلقت تنهيدةً عميقة ، إن سار كل شيء كما يرام فهي ستقضي الأيام القادمة في هذا القصر ، لكن .. ما احتمال أن ينجح ذلك حقاً ؟ الأمر ضئيلٌ جداً ..
نظر سوكوار لليون وقال "أنا سأغادر من هنا ."
"تغادر ؟"
قال باستنكار فأدار حصانه وتابع "أنتما تعرفان طريق القصر الآن ، وأنا لدي أمور أخرى لفعلها ، سنلتقي في القصر ."
نظرت له فاقترب منها وهو يبتسم بوقاحة ، أمسك بيدها وقبلها بنبل وهو يقول "بالتوفيق آنستي ."
"لا تتحدث مثل النبلاء بحق الله ."
"أراكم قريباً ."
هو قال وانطلق ، راقبته وهو يذهب ، الشخص الوحيد الذي عرفها منذ أيام ، تعرف سره ، ويعرف سرها ، هي تطمع لقتل الأمير ، وهو يقول أن موت الملك يجعله أكبر المستفيدين ، فضولها لمعرفة السبب يتلاعب بها ، ولا تعرفه حقاً !!
نظرت نحو ليون وقالت "هل أنت جاهز ؟"
"أريد سؤالك الأمر نفسه .. لا أعلم حقاً ."
أنت تقرأ
Strangers | غرباء
Ficción históricaهي قد نظرت لعينيه وعاهدته أنها ستقتله.. وكانت تلك المصيبة الكبرى التي لم يستطع أيٌ منهما التخلص منها ! ما هو شعورك أن تكون غريباً عن كل شيء ؟ كل ما حولك ليس مخلوقاً لأجلك ، وأي مكانٍ تراه لا يمنحك إحساساً بالانتماء . العالم مظلمٌ بشكلٍ كبير، كل شيء...