في مملكة الشمال - ماثيو وميريتيا
"كيف حال الأميرة الصغيرة بعيداً عن أميرها ؟"
يهمس وهو يقف خلفها ، جالسة على الكرسي في غرفتها تنظر لحديقة القصر ، كان يقول تلك الجملة بسخرية وانزعاج لأنه يعلم أن ميريتيا مازالت بداخلها تنتمي لسوكوار ، انحنى وقبل رأسها وتابع "صباحك خير ميريتيا ، وصباحي أنتِ"
"صباحك خير ، وصباحي بعيداً عنك ."
ابتسم وهو يجلس أمامها ، يمسك بكفها بين كفيه ، نظرت له تلك النظرة الميتة نفسها وقالت "ألن تستلم ؟"
"ألن تحبيني يوماً ؟"
"سأبكي يوماً على قبرك وأخبرك أنك كنت رجلاً جيداً ، أعدك ."
قالت ساخرة ، هي حتى لم تقل أنها ستحبه بعد موته ، تبغضه لما فعل وستفعل لآخر حياتها ، ابتسم وقال "أنت لا يمكنك نسيان ذاك الملك الأحمق ."
"ماثيو ."
تضغط حاجبيها بانزعاج وتسحب يدها من يده وعلامات الغضب باديةٌ على وجهها ، هو قد اعتاد عليها ، كونها تكرهه ، تمقت رؤيته ، كان معتاداً على ذلك .
لكن هي لن تحبه بأي حال ، لذا فلتكرهه وهي معه ، على أن تكرهه وهي بعيدةٌ عنه .
"أنت تعلمين أنه جالسٌ الآن يحضر لاحتفالٍ ما ليجمع نبلاء المقاطعة ويجد لنفسه خطيبة صحيح ؟"
تنظر لي وفي عينيها نظرة طيرٍ مكسور الجناح ومقيدٍ في قفصٍ كبير على شكل قصر ، تشيح بنظرها عنه بألم فيربت على كتفها ويخرج من الغرفة ..
هي تعلم ذلك ، فكرت به عدة مرات قبل نومها ، لكنها دائماً كانت تحاول تجاهله ، أن ترميه إلى مؤخرة رأسها ولا تفكر به ، هي تدرك حق الإدراك أنه في يومٍ من الأيام سينساها ، سينسى الفتاة التي اضطر للتخلي عنها ، سينسى الفتاة التي تبعد عنه آلاف الأميال ، سيجد لنفسه أخرى ، سيحب أخرى .
ميريتيا لم تكن الوحيدة ، لم تكن الفتاة النقية الصافية الوحيدة التي ملأت حياته بالنور وانتشلته من ظلامه ، سيجد واحدةً ثانية صافية وتملأ حياته بالنور ، سيكون ملكاً نبيلاً ويتزوجها ، وستكمل هي باقي حياتها مع ماثيو وتفكر بسوكوار كل يوم قبل نومها .
كان ماثيو يفعل هذا دوماً ، يرمي سماً صغيراً ويتركها لتموت في ألمها ، يرمي شرارةً لا ترى ويجعلها تشتعل بداخلها مسببةً الحروب ، ثم يتركها لتغرق في وحدتها ..
نهضت من مكانها وخرجت نحو حديقة القصر ، تجولت بها كل يوم ، صباحاً وظهراً وعصراً ، هي تحفظ مكان كل زهرة ، وبيت كل حشرة .
اقتربت من البوابة الكبيرة ليوقفها الحارس ويقول "لا يمكنك سيدتي ."
"أريد الخروج من القصر ."
أنت تقرأ
Strangers | غرباء
Ficção Históricaهي قد نظرت لعينيه وعاهدته أنها ستقتله.. وكانت تلك المصيبة الكبرى التي لم يستطع أيٌ منهما التخلص منها ! ما هو شعورك أن تكون غريباً عن كل شيء ؟ كل ما حولك ليس مخلوقاً لأجلك ، وأي مكانٍ تراه لا يمنحك إحساساً بالانتماء . العالم مظلمٌ بشكلٍ كبير، كل شيء...