34 |تتقبل الواقع|

8K 836 37
                                    

وجهة نظر الكاتب Writer's P.O.V  

"ميريتيا .."

قال الأمير الجالس على الكرسي مقابل خطيبته الجالسة على السرير تضم جسدها لنفسها وتبكي ، تنهد وقال "انظري إلي ."

نبرته الحادة جعلتها ترفع عيناها المحمرتين إليه ، بينما رين كانت خارج الغرفة كلها . 

 تنهد وقال "أنتِ لم تشهدي حرباً من قبل ، الحرب تورث الألم .. الألم وحسب ، وما حصل في القصر ليس إلا معركة ."

"لكن ليون خسر يده ، يعني أنه سيعيش مبتور اليد طوال حياته ، أشعر وكأنه ظلم ."

أمسك بيدها وتنهد مجدداً ، ابتسم بوجهها محاولاً طمأنة تلك الخائفة أمامه ، لم يكن يعرف تماماً ، هل هي خائفة أم حزينة ! لم يكن يعرف ذلك ..

مسح دموعها بيده وقال بجدية "العالم مليء بالظلم ميريتيا ، مليءٌ بالظلم للحد الذي يجعلك تشعرين بالاشمئزاز لمجرد أنك تعيشين فيه ، ولا يمكنك فعل شيء ، إن كنت ستبكين على كل ظلمٍ يحصل فلن تكفيك دموعك ."

"لكنه كان يحمينا ، إنه ليس مخطأً ."

"إنه عمله ، لا أحد ألزمه عليه ، هو قطع مسافةً طويلة وأتى إلى هنا على قدميه وبعد كل هذه الأشهر هو يعلم لم أتى .. الفرسان لم يأتوا للاستجمام في قصر الملك عزيزتي ، هم هنا لحمايتنا ."

قالها وهو يشد على يدها بقوة ، مجرد نطقه لتلك الكلمات يشعره بالألم في صدره ، ويعلم أنه مهما كان الأمر صعباً عليه تحمل هذا ، عليه تقبل حقيقة الأمر ، ويمر عليه ..

مسح على وجنتها بأصابعه وقال "لنهدأ حسناً ؟"

"أنا آسفة .."

قالت بعد صمتٍ مخيف ، ابتسم وقال "لم ؟"

"لأني أتصرف بطريقةٍ سيئة ، أنا آسفة ، لو كنتُ أنا أنت لما احتملت خطيبتي ."

"أنا آسفٌ أيضاً ."

هو نطق لتنظر له بصدمة ، وهو لا يصدق هذا أيضاً ، هو لم يعامل ميتريتيا بلطف إلا فيما ندر ، واليوم هو يعتذر منها ، سألته عن السبب بتوتر فأجاب بعد أن أطلق تنهيدةً طويلة "السبب .. ربما أنا تغيرت وحسب ، ولا أعلم السبب صدقيني ، لكني أشعر أني كنت أؤذيك طوال الوقت ، ويتوجب علي الاعتذار حقاً ، لأني لم أعاملك كخطيبةٍ أبداً .."

ابتسمت بألم ، هي اعتادت على الأمر ، على الرغم من كونه لطيفاً أحياناً ، إلا أنها يعاملها بقسوة طوال الوقت ، مسح على شعرها وقال "خذي نفساً عميقاً وحاولي التفكير بأمر ليون بعمق ، وستعرفين أن العالم كله هكذا ."

"فهمت .."

نهض من مكانه قائلاً "سيكون هناك احتفال يوم الجمعة ، أي بعد ثلاث أيام ، وأنت طبعاً من الحاضرين ."

هم بالخروج فقالت بتوتر "هل يمكنني الخروج .. لأشتري فستاناً ؟"

"أنا أراك بفستانٍ جديدٍ كل يوم ."

Strangers | غرباءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن