هدأت نفسي قدر المستطاع ، حاولت تمالك نفسي ، مسحت دموعي وكتمت شهقاتي (ولا تعلم كم أن هذا صعب) وطرقت الباب محاولةً تجاهل ما سمعت ، انتظرت لحظات كان يمسح بها دموعه ثم قال "من هناك ؟"
"رين .. جلبت لك الطعام ، هل يمكنني الدخول ؟"
"ادخلي .."
أنا فتحت الباب ودفعت عربة الطعام أمامي ، ابتسم وقال "الشيف رين ."
"أنا لم أصنع لقمةً منهم ."
قلت ساخرة فانفجر ضاحكاً وأجاب "أنت تعتنين بي حقاً ."
ساعدته ليستوي جالساً ، بدأ يأكل بهدوء شديد ، وأنا أنظر ليده الواحدة ، لا أعلم ما هو الشعور بداخلي ، الحزن أم الشفقة ، لكني لا أظنه الأخير أبداً .
نظر لي فجأة وقال "من قطع يدي ؟"
"الأطباء في القصر لم يعرفوا كيف يعالجوها ، لذا هم واصلوا وضع المخدر لك طوال الوقت ، أتت طبيبة جديدة وقالت أن يدك يمكن أن تترك كما هي لكن مشلولة للأبد ، أو تقام لها جراحة ."
"جراحة ؟"
"إن نجحت أنت ستستعيدها ، وإن فشلت ستبتر ، ولم تنجح ."
"فهمت .."
قال وأعاد نظره لطبق الطعام ليأكل بشرود ، تشجعت وقلت "سوكوار خائف ."
"ما به ؟"
"هو من قرر أن يقوم بالجراحة ، حين بترت يدك خاف أنك لن تسامحه ."
ابتسم وقال "إن كانت يداً مبتورة أو مشلولة ، على أي حال لن تصنع فارقاً ، لو كنت أنا كنت سأتخذ نفس القرار ، على الأقل أنا كسبت الفرصة .."
"لكنك خسرت يدك ."
"لا يهم على أي حال ، لو كانت مشلولة لن يشكل فارقاً ، أنا سعيد أن سوكوار اتخذ هذا القرار ."
"هو سيسر بتلك الكلمات .."
قلت بسعادة فضحك وأومأ ، أنهى طعامه واستلقى مجدداً ، أطفأت الشموع وخرجت لأتركه وحده ، قال أنه يريد النوم ، كنت واثقةً أنه لن يفعل ، هو كان نائماً لفترةٍ طويلة ، ولكنه فقط يريد أن يبقى لوحده .. أنا لا ألومه ..
أحياناً ننكسر بطريقةٍ مؤلمة جداً ، يكون الأمر زائداً عن طاقتنا ، وغير قابل للاحتمال بالنسبة لنا أبداً ، وعلى الرغم من ذلك لا نلجأ لأحد ..ذلك النوع من الأوجاع نحتاج أن نداويه بأنفسنا ..
دخلت عند الأمير مجدداً ، وجدته يجلس مع سكاي ولونا وغراي ، أظهرت احترامي له وجلست معهم ، نظر سكاي لي وقال "شكراً على ذلك ."
أومأت ولم أجب ، أنا أكره التفكير أنني ساعدت أحمقاً ثملاً ، رفع سوكوار حاجبه وقال "ما الأمر ؟"
"لا تشغل نفسك مولاي ."
قال سكاي فأومأ سوكوار ، مما جعلني أنظر لكليهما باستغراب ، في الأيام الماضية سألني سوكوار عن الكثير من الأشياء التي لا فائدة من السؤال عنها ، حين أقول له ألا يشغل نفسه يزفر بضيق ويجيب بحدة "أنا أشغل نفسي بفرساني ومملكة أبي لذا أجيبي عن السؤال وحسب ."
أنت تقرأ
Strangers | غرباء
Ficção Históricaهي قد نظرت لعينيه وعاهدته أنها ستقتله.. وكانت تلك المصيبة الكبرى التي لم يستطع أيٌ منهما التخلص منها ! ما هو شعورك أن تكون غريباً عن كل شيء ؟ كل ما حولك ليس مخلوقاً لأجلك ، وأي مكانٍ تراه لا يمنحك إحساساً بالانتماء . العالم مظلمٌ بشكلٍ كبير، كل شيء...