في مكانٍ آخر
وجهة نظر الكاتب Writer's P.O.V
"هل سننام بالعراء ؟"
سألت ميريتيا وهي ترمي بجسدها على الأرضية العشبية ليقول غراي "سيدتي ، لقد سلكنا طريق الغابة لنصل في أقرب وقت ، لذا نحن مضطرون لهذا ."
ابتسمت وقالت "لا بأس بهذا ."
وضع سكاي لها وسادةً صغيرة على الأرض فاستلقت عليها ، ثم غطاها بوشاحه فقالت "ألن تشعر بالبرد ؟ ملابسكم بلا أكمام ."
"لا .. نحن بخير ."
قالها بهدوء وجلس بجانب لونا التي تتدفأ قرب النار ، نظر لها وقال "ما بك ؟"
"لست معتادةً على السفر ."
ضحك غراي وقال "ستعتادين مع الأيام ، نحن نعيش بالغابة لذا نسافر كثيراً ."
وضع يده على كتفها وقال "اذهبي للنوم ، سأتولى الحراسة حتى ساعتين ، ثم سأوقظ سكاي ، وبعدها أنت ."
"هذا جيد معي ."
قال سكاي فابتسم غراي ، استلقت لونا ونامت وهي تتغطى بوشاحها ، وسكاي استلقى قرب النار كي لا يشعر بالبرد ..
عدل غراي سيفه وقفز فوق الأشجار ينظر حوله ، كان يشعر بهدوءٍ شديد للغاية ، اشتاق لهذا جداً ، اشتاق لوجوده في الغابة ، يقفز فوق الأشجار ويتأمل الأفق ..
لم يكن يرى سوى الظلام ، لكنه يسمع صوت البوم ، يشعر بهدوء المكان حوله ، يتنفس رائحة الأشجار ، وهذا أعاد له الذكريات ..
ولد في وسط الغابة ، تأصلت بروحه ، وصارت جزءاً منه ، لذا حين يكون بها يشعر بالانتماء ، يشعر أن هذا المكان الوحيد الذي يتنفس به الهواء ولا يريد أن يخرجه ، هذا المكان الوحيد الذي يهدأ به كيانه إلى أبعد حد !
راقب الثلاثة النيام في الأسفل ، لونا غطت نفسها بوشاحها ، وميريتيا بوشاح سكاي ، بينما استلقى الأخير قرب النيران ، قفز من مكانه أعلى الشجرة ووضع وشاحه فوق سكاي حتى لا يصاب بالبرد ، ابتسم غراي وقفز مجدداً ، يجلس بهدوء ، يجد طريقة ليبقى مستيقظاً ، كان الشرط أن يبقى لساعتين ثم يأتي دور سكاي ثم لونا ، لكنه كابر على نفسه ، كونه معتادٌ على السفر فلم يكن الأمر متعباً جداً له ، بقي لثلاث ساعات ثم أيقظ سكاي ، وطلب منه أن يحاول قدر المستطاع أن ترتاح لونا ، فهي ليست معتادةً أبداً .
تسلق سكاي الشجرة بصعوبة مما جعل غراي يضحك عليه ، ابتسم وقال ساخراً "أنا لست معتاداً ، لا أعرف كيف تصل للأعلى بقفزة واحدة ."
"أنا معتاد ، وأنت لست كذلك ، هذا هو الفرق ."
"أجل ، أنت تحب الأشجار ."
"سأنام الآن ، إن تعبت أيقظ لونا أو أيقظني ."
"حسناً ."
قال وهو يتخذ مكانه أعلى الشجرة ، لم يتعب أبداً ، لم يمل ، ولم يصب بالنعاس ، الساعات التي نامها كانت مريحةً له ليستمر وكان يشعر بشعورٍ غريب كلما هم بإيقاظ لونا ووجدها نائمة بسلام ، اكتشف أنه قضى أغلب وقته يراقبها وهي نائمة ، ويضحك على نفسه بغباء لم يفعل هذا ، بدت بريئةٌ جداً ، وكان فرحاً بمعرفة كم هي بريئة ..
أنت تقرأ
Strangers | غرباء
Historical Fictionهي قد نظرت لعينيه وعاهدته أنها ستقتله.. وكانت تلك المصيبة الكبرى التي لم يستطع أيٌ منهما التخلص منها ! ما هو شعورك أن تكون غريباً عن كل شيء ؟ كل ما حولك ليس مخلوقاً لأجلك ، وأي مكانٍ تراه لا يمنحك إحساساً بالانتماء . العالم مظلمٌ بشكلٍ كبير، كل شيء...