لم أكن أدرك كم أن النزال والمبارزة شيءٌ صعب ، وأن التفوق الجسدي لأي ذكر على أي أنثى هو واقعٌ لا مهرب منه ، لم أكن أدرك أنه من الممكن أن أهزم بسهولة ، وأسقط أرضاً بكل بساطة !
خضت الكثير من المبارزات ، وفزت في الكثير منها ، أصبحت أقوى شيئاً فشيئاً ولم أتخلَ عن سيفي يوماً ، لكني لم أدرك شيئاً من تلك الأمور ، لم أدرك أي شيء حتى هذه المعركة .
حتى سحبت وسوكوار سيوفنا في وجه بعضنا ونازلته بكل قوتي ، وأطاح بي بكل سهولة ، حتى شعرت به يجلس فوقي وسيفه على عنقي ويدي ممتدة بصعوبة محاولةً الوصول لسيفي دون أن أدركه !!
شعرت بالاختناق ، ضغط جسده الشديد علي منعني من التنفس بسهولة ، مما جعلني أتوقف عن الحركة ليهدأ هو بدوره ويقول "خسرتِ ."
"ابتعد عني ."
نطقت بصوتي المختنق فنهض من فوقي ، تراجع خطوةً للوراء ثم مد يده لمساعدتي على النهوض وقال "آسف أنك خسرتِ ."
"لا أحتاج أن تذكرني ، لقد رأيت هذا ."
قلت وأنا أنهض من على الأرض متجاهلة يده الممدودة ، هو تنهد وتراجع للوراء يراقبني أتحرك ، يراقب ويحفظ تفاصيل الحركة بشكلٍ غريب .
نفضت ملابسي وانحنيت لألتقط سيفي وقلت "أنت قوي ، أقوى مما كنت أتوقع ."
"أخبرتك أني قوي ، أنا لا أحتاج لمن يحميني ."
"مع ذلك أنا مرافقتك ."
قلت وأنا أبتسم ، أتمنى أنه يشعر بحالٍ أفضل ، أنه فرغ المشاعر السلبية بداخله بهذه المنافسة وإن كنت الخاسرة ..
هو صمت ولم يرد ، بقي يحدق بي بعينيه المرعبة مما جعلني أدعي النظر للسماء متجاهلةً النظر له مما جعله يقول بنفاذ صبر "انظري إلي ."
أنزلت نظري له ، لاحظت عينيه تلمع تحت ضوء القمر ، أستغرب كيف تكون عيناه لامعةً ومظلمة في آنٍ معاً ؟ هو مميز ، بكل شيء ، حتى بهذه التفاصيل الصغيرة المميتة .
أبعدت عيني عنه سريعاً ، لا يمكنني الاستمرار بهذا ، التحديق بعينيه أحد الأشياء النادرة في حياتي التي أتفاداها لأني أخاف منها نوعاً ما ، حسناً .. أخاف منها كثيراً !
هو ابتسم وقال ساخراً "أنا لن آكلك إن نظرتِ إلي ، توقفي عن هذا رين ."
قال جملته الأخيرة بحدة لأشد على يدي بقوة وأنظر له ، لا أحد يمكنه لومي ، أن تواجه مخاوفك بحد ذاته مرعب ، لا يمكنني أن أعلم لم بات الأمر يسبب لي عقدةً يوماً وراء الآخر ..
هو أطلق زفيراً عميقاً واقترب مني ، مما جعلني أشد على يدي أقوى ، أمسك بيدي التي أسندها على سيفي وأبعدها ، أنا لم أبدِ ردة فعل ، نزع الحزام الفضي المحيط بخصري بما فيه من خنجري وسيفي ووضع يده على الجانب الأيسر من بطني مما جعلني أعبس بألم .
أنت تقرأ
Strangers | غرباء
Historical Fictionهي قد نظرت لعينيه وعاهدته أنها ستقتله.. وكانت تلك المصيبة الكبرى التي لم يستطع أيٌ منهما التخلص منها ! ما هو شعورك أن تكون غريباً عن كل شيء ؟ كل ما حولك ليس مخلوقاً لأجلك ، وأي مكانٍ تراه لا يمنحك إحساساً بالانتماء . العالم مظلمٌ بشكلٍ كبير، كل شيء...
