رأيت ابتسامته الهادئة في اللحظة التي فتحت بها عيني ، نظرت حولي لأجد أني في القصر ، في غرفتي ، لم أستطع أن أتذكر متى غفوت ، حين كنت خلفه ظللت متمسكةً به بقوة ، حاولت قدر المستطاع ألا أفلته ، ألا أغيب عن الوعي ، ولكن ها أنا أجدني هنا ، وأشعر بضمادٍ يلف الجرح البسيط على بطني .
استغربت ابتسامته ، حاولت النهوض فوضع يده على كتفي يعيدني لأستلقي وهو يقول "ارتاحي ."
استلقيت مجدداً ، لم أتكلم ، فقط أنظر للسقف وأشعر بنظراته علي ، لم ينطق بأي كلمة مما جعلني أقرر أن أبدأ الكلام أولاً .
"ماذا حصل ؟"
"أنا آسف ."
"لم ؟"
استغربت أسفه ، ومازال حتى اليوم غير متوقع الأفعال ، كل ما أفكر أنه سيقوم به يفعل عكسه تماماً ، في أي وقت وأي موقف .
"آسف لما حصل ، كنت غاضباً ومنفعلاً جداً ، أردت أن أفرغ غضبي وعرضتِ علي تلك المنافسة ، كان يجب أن أرفض فأنا لم أنازل فتاةً من قبل ، أو على الأقل ألا أستخدم كل قوتي ، لكني أخرجت كل مالدي عليك ، وهذا كان خاطئاً ."
"هذا لم يكن كل ما لديك ، أنت أقوى من هذا ، لو استعملت كل قوتك ضدي لكنت ميتة ."
تحدثت بصراحة ، لم أكن أجامله فأنا وهو نعرف هذا ، نعرف أننا لا نستطيع التحدث بالمجاملات مع بعضنا لأن كلانا سيخسر حينها ، وأنا أعترف بضعفي أمامه ، وهو أول شخص أفعل هذا معه .
ابتسم وقال "أتمنى أنه لا يؤلمك ."
"لا .. إنه بخير ." أجبته ضاحكة !
أشعر أحياناً أن علي أن أتصرف بطريقةٍ مختلفة عن الجميع حين أتعامل معه ، لأنه مختلف ، أخفض نظره وقال "الفرسان قلقوا عليك جداً ، ليون كاد يصاب بالجنون ."
"ليون ؟"
ضحكت فابتسم وتابع "قال إنك أكثر شخص لا يريد أن يمسك سوء ، ولم أسمح لناتاشا بعلاجك ، كانت يديها ترتجف بشدة ."
"أوه .."
قلت بشرود ثم نظرت له لأجده يحدق بعيني مباشرةً ويقول "أنت محبوبة من قبل الجميع ، لا تدمري ذلك الحب ."
"كما تأمر جلالة الملك ."
قلت له مبتسمة ليربت على كتفي ويخرج ، دخل ليون بعد لحظات وقال "مساء الخير يا جميلة ."
انفجرت ضحكاً لما قاله ، بالنسبة لي كانت تلك كلمةٌ مضحكة جداً فلا أحد قالها لي سابقاً باستثناء والدي على الإطلاق!
اتسعت ابتسامته وقال "هل كان هذا مضحكاً ؟"
"لا .. ولكن لم أسمعها من قبل ."
سحب كرسياً وجلس مقابلاً لي ، تنهد وقال متجاهلاً جملتي "ماذا حصل ؟"
"لم يحصل شيء ، كان يشعر بالضغط وقررنا أن نقوم بمبارزةٍ ودية بيننا ، وكان أن خسرت وحسب ."
أنت تقرأ
Strangers | غرباء
Historical Fictionهي قد نظرت لعينيه وعاهدته أنها ستقتله.. وكانت تلك المصيبة الكبرى التي لم يستطع أيٌ منهما التخلص منها ! ما هو شعورك أن تكون غريباً عن كل شيء ؟ كل ما حولك ليس مخلوقاً لأجلك ، وأي مكانٍ تراه لا يمنحك إحساساً بالانتماء . العالم مظلمٌ بشكلٍ كبير، كل شيء...