22 |الفارس المثخن بالجراح|

8.8K 922 109
                                    

"ليون .."

نطقت وأنا نظر له بقلق ، هو نظر لي بذات الطريقة ، وضعت القوس والسهام على ظهري حتى لا يربكوني وسحبت سيفي ..

النيران في الحديقة لم تكن تقربنا ، وكنا نستطيع تفادي السهام التي ترمى علينا ، لكن أنا وهو وحدنا أمام أكثر من عشرين مقاتل في مواجهتي الجدية الأولى بالسيف ، هذا جعلني أمسك سيفي بقوة شديدة ، وقليلٍ من الارتجاف ..

"من أنتم ؟"

هو قال بجدية ولم يسمع إجابة ، زفر بضيق وتابع " أنت تهاجم قصر الملك ، هل تعلم عقوبة هذا ؟ انسحبوا الآن ونحن سنخبر الملك أن يعفوا عنك ."

هنا تكلم الرجل الذي يقف أولاً وقال ساخراً "هل تظن أن الملك سيرد على عوامٍ مثلكم ؟"

"نحن وحدة خاصة تابعون للأمير ، أي أذية لنا تعتبر أذيةً لسموه ، أنت لا يمكنك تحمل عواقب هذا .."

ابتسم وقال "القصر سيحترق بالكامل ، ولن يبقى شيء .."

نظرت لليون ، هو رفع سيفيه للأعلى ثم أنزلهم ، احتجت بعض الوقت لألاحظ أنه يمسكهم بطريقةٍ مختلفة عما يفعله عادةً ، كان يوجه واحداً نحو النافذة والآخر نحو الأسفل ..

لحظات فقط وفهمت ما يريده ، أرجعت سيفي لغمده وتراجعت خطوةً للوراء وقلت "حسناً .. نحن سنذهب معكم ، ونتحدث بطريقةٍ حضارية .."

"نحن نريد قتلكم ، لا يهمنا أن نتحدث معكم ."

قائدهم قال فأرجع ليون سيفيه وقال "نحن مصرون ، قد نفيدكم ."

هو قال بطريقةٍ مقنعة ، نظرت وليون لبعضنا وبلحظةٍ واحدة استدرنا وقفزنا من النافذتين خلفنا .. لم أكن جيدةً مع القفز من الأماكن العالية ، ولا مع النيران التي تحرق القصر ، لكن نحن فقط نحتاج أرواحنا ، لا نريد الموت ..!

ليون أشار لي بيده لنفترق ، ذهب كل واحدٍ منا باتجاه ، أنا الآن أركض ولا أعلم ما أفعل ، هل أبحث عن الأمير أم أذهب لمساعدة لونا وغراي ؟

لم أستطع الهرب والاختباء ، رغم أنه بوسعي ذلك ، والجواب فقط وصلني حين وجدت مجموعة من الرجال أمامي يحاولون مهاجمتي ، جعلني أستل سيفي وأدخل في احتدامٍ معهم ، انتهى بجرحٍ قوي في كتفي ..

أنا لم أستطع أن أترك سيفي ، الوقت مر بطريقةٍ قاسية ، هوجمت وهاجمت كثيراً ، قفزت فوق إحدى الأشجار وأطلقت كل السهام التي أحملها محاولةً تقليص عدد الأشخاص الذين قفزوا فوق سور والذين يحملون سهاماً أيضاً ..

شعرت وكأن كل شيء تحول لدمار فجأة ، لم يعد الأمر يعنيني كيف أن العالم بات مظلماً فجأة ، على الرغم أن حديقة القصر أضيئت تماماً ، أضيئت باحتراقها المؤلم ..

على الرغم من ذلك ، شعرت أن العالم أصبح مظلماً فجأة ، قرأت كثيراً عن الظلام التي تصنعه الحرب وترمي به في قلوبنا ، لم تكن حرباً .. لكن هذا الشعور الذي راودني كان مؤلماً حقا!

Strangers | غرباءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن