49 |خوف|

7.1K 763 94
                                    

"ما هو الخوف ؟"

همست بصوتٍ خافت وأنا أرمي برأسي على وسادتي وأنظر لسقف غرفتي المطلي باللون العاجي ، أخبرني أبي دوماً أنه مجرد عدو ، وأنا لا يفترض بي أن أسمح لأعدائي بالتحكم بي ، ووسوكوار سألني عن مخاوفي ، واعترفت له بأني أخاف ..

أخاف من أشياءٍ كثيرة ، وأخاف على أمورٍ أخرى .. !

أخاف كثيراً على ناتاشا ، أن يسلبها الموت مني ، وأنا أشعر أنها أغلى ما أملك في الحياة ، وأنا أحس أنها عائلتي الوحيدة ..

أخاف على ليون كثيراً ، أخاف عليه أن يكسره يوماً فقدانه ليده ، أخاف عليه أن يشعر أنه ناقص ، أو أنه ليس مثلنا ، أخاف على ليون جداً ، من أمورٍ كثيرة ومتعددة ، أخاف عليه جداً ، ولا أدري ما السبب ..!

أخاف على بقية الفرسان ، أخاف أن يدمر سكاي جنونه ، وأن يقتل لونا رقتها ، وأن يتعب غراي صغر سنه وهو بين الفرسان .!
أخاف على سوكوار جداً ، أشعر أنه إن مات سيكون هذا سبب دمارٍ لي لا محالة ، إن مات سوكوار سأسقط ، سأهوي إلى ما لا نهاية من الضياع لأن حمايته مسؤليتي ..

وفي النهاية وبعد طول التفكير ، أظن أني أخاف جداً ..

أما الأشياء التي أخاف منها فهي لا تكاد تعد ، أولها وأهمها عيناه حينما تظلم ، تسبب لي رعشةً قوية وأرفض أن أنظر لها لأني غير معتادةٍ على مواجهة خوفي !

حين يغضب سوكوار ، حين يشعر بالألم ، حين يشعر بالخيبة ، حين ينكسر بطريقةٍ ما ، حين يفارقه أحد ، حين يغضب ، وحين يزعجه أحدٌ ما أو يستفزه بالكلام ، تظلم عيناه بطريقةٍ مخيفة ، يختفي لونها الفاتح خلف ذلك الظلام المخيف ، وحينها أفضل أن أبقي عيني بعيدةً عنه !

أغمضت عيني طالبةً الهدوء ، أن تجلس لوحدك تصارح نفسك بمخاوفها ، لم يكن هذا إيجابياً أبداً ، فقط سيحطمك نفسياً ويريك كم أنت ضعيف .

تكورت على نفسي ، وفتح باب غرفتي معلناً دخول أحدهم ، لم أرفع نظري ظناً أنها ناتاشا ، أغمضت عيني وحسب ، لأشعر بأحدٍ ما يجلس على أحد الأرائك ، تنهيدةٌ عميقة خرجت مما جعلني أقول دون أن أفتح عيني "ما بك ناتاشا ؟"

"تهتمين جداً بصديقتك وأنت جالسة بهذه الحالة ؟"

فتحت عيني لأجد ليون جالساً ، أغمضت عيني مجدداً فتنهد وقال "ما بك؟"

"لا شيء .."

"أنت ترتجفين .."

شددت على يدي بقوة ، أنا لم أعد أشعر أني غاضبة أو خائفة أو حتى منفعلة ، لكني مازلت أشعر بجسدي يرتجف ، تنهدت وتقلبت في سريري وقلت "كنت غاضبة .. أردت أن أصفعه. "

"إنه يتقن كيف يستفزك ."

قال بابتسامةٍ ساخرة ، شعرت بالبرد يكتسح جسدي لأنكمش على نفسي أكثر وأقول "أجل ، إنه يعرف كيف يستفزني جداً ."

Strangers | غرباءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن