لم يكن ثمة روحٌ في ذاك المنزل ، ودخولي له لم يكن ليسمن أو يغني من جوع ، أطلقت نفساً عميقاً وأنا أجول بنظري بين جدرانه ثم خرجت لأجد غراي يربط الحصانين بعامودٍ على جانب الطريق ، وضع لهم الطعام ثم غسل يديه وهو يقول "أفكر أن نبحث عن مكانٍ نبيت فيه هنا ، ما رأيك ؟ يمكننا أن نكمل بالصباح ."
أومأت له بنظرةٍ شاردة فقال ضاحكاً "هل أنت بخير ؟"
"بخير .."
لم أشارك الفتى مشاعري ، لم أخبره أني أحن لذلك المنزل ، لكني مثله تماماً ، اخترت مصيري بيدي ، أن أعيش في قصر الملك وأموت فيه .
دخولي لحياة سوكوار كانت مصادفة بحتة ، كل ما حصل كان مصادفة ، حين أقسمت أن أقتله ، وانتهى بي الأمر أقسم على حمايته ، كان الأمر مصادفة ، لكنه قرر مصيري ..
وجدت كل القرية مجتمعة في الساحة ، يشوون اللحم ويحتفلون بناتاشا ، كانوا يضحكون بصدق مما جعلني أبتسم ، لأن سوكوار أقام العدل استطاع أهل القرية أن يعيشوا بسعادة لم يعيشوا بها في عهد والده .
لمحتني ناتاشا بين الحشود فلوحت لي وقالت "رينا ، تعالي وتناولي الطعام معنا ."
هدأ الصخب فجأة ، وتحولت الأنظار للفارسين القادمين من القصر الملكي ، ابتسم رجلٌ عجوز وقال "من أنت ؟"
ابتسمت وأجبت "اسمي هو رين ، أنا أحد أعضاء فرسان المملكة ."
"فرسان المملكة ؟ الوحدة الجديدة المنشأة ."
"صحيح سيدي ..."
نظرت لي امرأة بالأربعين من عمرها وقالت "سمعت أن قائدها هو المرافق الشخصي للملك ."
نظرت لغراي وابتسم كلانا ، ضحكت ناتاشا وقالت "رينا هي قائدة فرسان المملكة ، هي المرافقة الشخصية لجلالة الملك .."
شعرت بنظرات الناس تأكلني فأنا الفارس الأول كما سماني ليون ، ابتسمت وحركت كتفي بغير اكتراث وقلت "أنت ثرثارة جداً ناتاشا ."
ضحكت لما قالته ، حك رجلٌ رأسه وقال "رين .. وكأن الاسم ليس غريباً علي ."
أومأ شاب يقف بقربه وقال "أجل .. كان هناك فتاة تعيش لوحدها تحمل الاسم نفسه ."
انفجرت ناتاشا ضاحكة وقالت "إنها نفسها ، فتاةٌ من قريتنا كانت تعيش وحدها .."
لاحظت رجلاً آخراً يرمقني من أعلى رأسي حتى أخمص قدماي ثم قال ساخراً "أنت مرافقة للرجل الذي قتل والدك ؟"
"الملك السابق من قتل والدي وليس الملك سوكوار ."
"حقاً ؟ هل يشكل الأمر فرقاً حقاً ؟ إنهم حفنة من اللعناء ."
رفعت حاجبي باستنكار ، كان علي أن أوقف ما يحصل ، كان علي أن أنسى أن هذه قريتي وإن كنت لا أنتمي إليها ، وأتذكر أني مرافقة سوكوار وحسب ، سحبت سيفي من غمده ووجهته ناحيته وقلت "تذكر جيداً أنك تتحدث عن ملكي هنا ، وأنا لا أسمح لأي أحد أن يهينه ، سأتجاوز عن الأمر لأنك أحد أبناء قريتي لا أكثر .."
أنت تقرأ
Strangers | غرباء
Ficción históricaهي قد نظرت لعينيه وعاهدته أنها ستقتله.. وكانت تلك المصيبة الكبرى التي لم يستطع أيٌ منهما التخلص منها ! ما هو شعورك أن تكون غريباً عن كل شيء ؟ كل ما حولك ليس مخلوقاً لأجلك ، وأي مكانٍ تراه لا يمنحك إحساساً بالانتماء . العالم مظلمٌ بشكلٍ كبير، كل شيء...