"ماذا تريد ليون ؟"
سألته بملل وأنا أتقدم منه لأنه فعلياً ورائي من مكانٍ لآخر ليقول ساخراً "لا أريدك ، مولاي الملك ."
قال وهو يخاطب سوكوار الواقف خلفي الذي تنهد وقال "بحق الله يا فتى ، أنا خارج القصر لأرتاح من العمل وأنت تلحقني به ."
"اغفر ازعاجي لجلالتك ، الأمر مهم ."
"ماذا هناك ؟"
"طلبت مني أن أذهب لسكاي ولونا وأعطيهم إجازة لأن زفافهم كان البارحة ، لكني لم أجد أياً منهما ، هذا ما وجدته ."
أنهى جملته الأخيرة وهو يمد له ورقةً كانت بيده ، التقطها سوكوار وفتحها ولم يبذل أي جهد ليخفي تعابير الانزعاج عن وجهه ، رمى الورقة أرضاً وتمتم بشتيمةٍ ما بسخط .
التقطتها وقرأت ما بها (أعتذر سوكوار ، سأكون مع لونا في الأنحاء لفترةٍ قليلة فقط .)
"ما الذي ستفعله مولاي ؟"
سألته بجدية ، كان يقف برداءه الأسود ذاك وسط المكان المغطى بالثلوج ، زفر بعمق وقال "لنعد للقصر وننسى سكاي ولونا ، لدينا الكثير لنفعله دون الاكتراث لأمرهما صحيح ؟"
"جلالتك !"
مشى صوب القصر وخلفه أنا وليون ، لكزني وأشار له لأفهم أنه ينبهني أن سوكوار يمشي أمامنا ويشد على قبضة يده ، حتى أن عروقه باتت بارزة بشدة .
دخلنا القصر لنجد غراي في الحديقة يحمل فتاةً صغيرة بيده ، نظر سوكوار له باستغراب وقال "ما الأمر ؟ من تلك ؟"
"هل تسمح لي أن أعالجها في مستشفى القصر مولاي ؟"
سأل بسرعة ليتنهد سوكوار ويجيب "افعل ذلك ، وحين تنتهي تعال إلى مكتبي ."
"أمرك جلالة الملك .."
دخلنا مكتب سوكوار الذي سحب كرسيه وجلس عليه مريحاً رأسه وقال سائلاً ليون "وجدتها في غرفة لونا أم سكاي ؟"
"في غرفة سكاي جلالة الملك ."
"فهمت .."
قال وصمت فسأل ليون بحذر "ما الذي ستفعله جلالة الملك ؟"
"حين يعود سكاي كل شيء سيغدو واضحاً ."
"هدئ من روعك فضلاً ."
نطقت وأنا أنظر له ، نظر لي بعينيه المظلمة وابتسم قائلاً "سأفعل ، سأبقى هادئاً.. أعدك ."
أومأت مبتسمة ، أنا أبحث عن الطريقة الذي سأنتشله بها من ظلامه وأعيده ليعيش في النور مجدداً ، لكن ما كان باليد حيلة ، لم أكن سأجد تلك الطريقة بسهولة أبداً .
مغادرة ميريتيا والملكة جعلت سوكوار وحيداً بشدة ، القصر بات فارغاً بشكلٍ قاتل ، نصف الغرف فارغة ، قاعة الطعام الملكية مهجورة تماماً إلا في الأيام الذي يجلس بها مع بعض النبلاء الذين صادف حضورهم وقت الغداء .
أنت تقرأ
Strangers | غرباء
Historical Fictionهي قد نظرت لعينيه وعاهدته أنها ستقتله.. وكانت تلك المصيبة الكبرى التي لم يستطع أيٌ منهما التخلص منها ! ما هو شعورك أن تكون غريباً عن كل شيء ؟ كل ما حولك ليس مخلوقاً لأجلك ، وأي مكانٍ تراه لا يمنحك إحساساً بالانتماء . العالم مظلمٌ بشكلٍ كبير، كل شيء...
