"ناتاشا .."
"رينا ! أنتِ حية .."
هي قالت بصدمة ، اقتربت مني لتحضنني ثم تراجعت بسبب ملابسها الملطخة بالدماء وقالت ضاحكة "أنت هنا أخيراً ، أنت أمام عيني ، أنا فقط لا يمكن أن أصدق ."
نظرت لسوكوار وسألته "سموك .. هل كنت تعلم ؟"
"جلبتها لأجلك ولأجل ليون .. صديقتك عبقرية حقاً ."
"شكراً لسموك ."
هي قالت بابتسامة عريضة ، لا أعلم هل أبكي على حال ليون أم أضحك لوجود ناتاشا أمامي ، تنهد سوكوار وقال "بسرعة أيتها الطبيبة ، بدلي لباسك ذاك ، سنعود للقصر ."
أشار لممرضة تمشي في الممر وقال "حضري عربة لنقل مريضٍ للقصر الإمبراطوري ."
"لم لا نبقيه هنا حى يستيقظ ؟"
"لا .. أنا لا أثق بأحد ."
هو قال ونظرنا إلى بعضنا وعلامات الاقتناع مرسومة على وجوهنا ، كفرسان .. نحن خضنا المواجهة ونحن ندرك أن الخيانة حصلت من القصر ، وأنه لا يمكننا أن نضع أرواحنا بين يدي أي شخص أبداً .
نحن عدنا للقصر بصمتٍ تام ، الأمير كان يحمل تلك النظرة الميتة على وجهه ، وليون كان ينقل خلفنا بعربةٍ خاصة ..
دخلنا بوابة القصر ونزلنا من العربة ، سوكوار نظر للونا وغراي المنهك وقال "أعيديه لغرفة المرضى حتى لا يؤلمه جرحه مزيداً ."
هو نظر لي وقال "دليهم على غرفة ليون ، لا تفكري بمساعدتهم لأجل يدك ."
"كما تأمر ."
وضعه الممرضين في سرير غرفته ، سوكوار نظر لي وقال "ابقي معه ."
"أنا ؟"
"أجل .. أتمنى لو أفعل ، لكن والدي يضغط علي ."
كنا نقف وحدنا ، وليون الممدد أمامنا بيدٍ واحدة ، تنهد سوكوار وقال "هل كان قراراً خاطئاً ؟"
"الجراحة ؟"
"أجل .."
"لا أعلم .. هو من سيقرر ذلك ."
تنهد وسأل "وماذا لو وجده خاطئاً ؟"
"لا أعلم حقاً .. اهدأ من فضلك سوكوار ."
قلت وأنا أبتسم ، لمحت ميريتا خطيبته تقف على الباب ، خفت أن يقول أي شيء يتعلق بسرنا الصغير لذا تراجعت خطوة وأحنيت ظهري وأنا أقول "آنستي .."
سوكوار استدار لها فابتسمت ساخرة وقالت "كيف حالك ؟"
"ماذا تريدين ميريتا ؟"
هو قال بضيق فافتربت منه وأمسكت بيده ، هو لم يبدِ أي ردة فعل ، فقط سلمها يده بلا إحساس ، ابتسمت وقالت "أنت غائب ، فأتيت لأطمئن عليك ."
أنت تقرأ
Strangers | غرباء
Historical Fictionهي قد نظرت لعينيه وعاهدته أنها ستقتله.. وكانت تلك المصيبة الكبرى التي لم يستطع أيٌ منهما التخلص منها ! ما هو شعورك أن تكون غريباً عن كل شيء ؟ كل ما حولك ليس مخلوقاً لأجلك ، وأي مكانٍ تراه لا يمنحك إحساساً بالانتماء . العالم مظلمٌ بشكلٍ كبير، كل شيء...
