38 |العاشق !|

8.5K 856 208
                                    

"مولاي الأمير .."

قلت وأنا أقترب منه لينظر لي ويقول "ما الأمر رين ؟"

"أين الآنسة ميريتيا ؟"

"ذهبت للقصر ، قالت أنها تعبت من الرقص والسلام على النبلاء وستسريح قليلاً ."

"ألا تريد أن تستريح سموك ؟"

"لا تكوني مهذبة جداً ونحن وحدنا فهذا يخيفني ."

انفجرت ضاحكة لما قاله وقلت "أنت محق نوعاً ما ، هذا مخيفٌ لي أيضاً ."

"أيتها الخبيثة ."

ابتسمت لكلمته فأشار للشجرة التي يستند عليها وقال "هل يهمك أن نتسلق ؟"

"سوكوار .. هل تحب تسلق الأشجار حقاً ؟"

قلت ساخرة لينفجر ضاحكاً ويقول "يبدو أن العدوى انتقلت من غراي إلي ."

"نوعاً ما .."

قلت وأنا أهز كتفي فضحك ووضع كأس النبيذ على الأرض 

بدأ بالتسلق نحو الغصن الثالث ، ابتسمت وصعدت خلفه ، ملابسي الجلدية الخفيفة كانت تسهل المهمة حقاً ، وكانت المرة الأولى التي أقف بها على قمة شجرة دون أن يرافقني سهمي وقوسي ، قفزت بجانب سوكوار وبيننا مسافةٌ صغيرة ، هو كان يستند بيديه وينظر للسماء بابتسامة لا تفارق شفتيه .

"توقف عن الابتسام أيها العاشق ."

"أنت لا تفهمين حقاً .."

قال ضاحكاً لأمدد جسدي وأقول "لا أهتم .. لكن الجلوس هنا ، في هذا المكان وفي هذا الوقت مريحٌ جداً ."

"أنت تشعرين بالراحة الآن ؟"

"أجل. ."

أجبت على سؤاله التهكمي المستنكر ليرفع حاجبه ويقول "حقاً ، أنت تشعرين بالراحة وأنت معي ؟"

"أولاً .. نحن تملصنا من القصر وسط الاحتفال ، هذا يجعلني أشعر بالحرية ، أننا لسنا محاطين بقيود القصر ."

"وهل شعرتِ من قبل أنك محاطة بقيود القصر ؟"

"في كل لحظة ."

تنهد لإجابتي وقال "ربما أنت محقة ، أنا أشعر بالأمر ذاته ."

صمتنا للحظات ، كلٌ منا غارق بأفكاره ، هو كان هادئاً وكأن على رأسه الطير ، لا يحرك شعرةً من جسده وينظر للسماء ، بينما كنت أعبث بقدمي وأحركهما للأمام والخلف وأنا أنظر لحديقة القصر والأشخاص الذين بدؤوا يخرجون عائدين لمنازلهم أو لتغيير الجو .

"توقفي عن تحريك قدميك ."

قال بسخط مقاطعاً صمتنا الذي لا أعلم كم طال ، تمنيت أنه لم يتحدث قط لأني كدت أنسى وجوده ، ويعني مزيداً من الراحة لأجلي ، ابتسمت وقلت "هل يزعجك هذا ؟"

Strangers | غرباءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن