مرت سنة كاملة ..
سنة منذ غادرت ميريتيا ، منذ غادرت الملكة ، ومنذ رحلت ناتاشا
مرت سنة منذ كان زفاف سكاي ولونا ، حيث انتهى الزفاف وغادرا ولم نرهم حتى اليوم !!
هو كان يقف بهدوئه المعتاد ، مستنداً على حافة شرفته وكأس النبيذ بين يديه ، يتلاعب بقطع الثلج تلك ، ولا يفعل شيئاً ، هو في الغالب يمسكه بين يديه ولا يشرب ، منذ مدة طويلة هو لم يشرب .
مغادرة سكاي تركت جرحاً بقلبه ، يداريه دوماً ، لا يتكلم عنه ...!
اقتربت منه ليبتسم ويقول "أنت هنا ."
"أنا هنا دوماً ."
ضحك حين نطقتها وقال "أنتِ كذلك ، مرافقة مثالية .."
تنهد ونظر للثلوج المتساقطة التي غطت المملكة بلونٍ أبيض وكأن الثلج لا يتساقط كل سنة إلا بنفس الوقت ، مشكلاً له ذكرى سيئة جداً ، يذكره بغياب سكاي ، ويذكرني بغياب ناتاشا !
تنهد وقال "مرت سنة صحيح ؟"
"سنة ؟"
"إنه الرابع من الشهر ، اليوم الذكرى الأولى لزفاف سكاي ."
"لا .. لقد كان البارحة ."
نظر لي وسأل "حقاً ..؟"
"زفاف سكاي كان في اليوم الثالث من الشهر ."
"لم يبدو الرابع من الشهر عالقاً في ذهني ؟"
"لأنها ذكرى مغادرته ."
أبعد عينيه عني ، ذاك الفضاء المظلم المحاط بجفنين ، غارقٌ في ظلامه ، لم يلمسه النور إلا قليلاً ، تنهد مجدداً وقال "لقد تزوج وغادر بعد يومٍ واحد فقط ."
"ما شعورك حيال هذا ؟"
رفع حاجبيه باستنكار وقال ضاحكاً "أنت تسألين عن شعوري وبعد مرور سنة ؟"
"أنا أعرفك منذ سنتين لا سنة ، ودائماً ما أفشل بفهم مشاعرك ."
"نوعاً ما .. أنت محقة ."
قال بابتسامة ساخرة وضحك ، ابتسمت له ووضعت يدي على كتفه وقلت "ادخل.. الجو بارد ."
"افعلي أنتِ ، أريد أن أبقى قليلاً هنا ."
"سأكون في الداخل ."
أخبرته ودخلت ، فقط الثلج يمكن أن يجعل سوكوار هادئاً أكثر من ذي قبل وبشكلٍ مخيف أكثر ، لذا أنا أفضل تركه وحده ، هو يعرف كيف يهدء من روعه .
جلست أمسح سيفي ، أتذكر اليوم الذي أهداني إياه ليون فيه ، من وقتها وحتى الآن هو مازال بين يدي ، ولم أتخلَ عنه منذ ذلك الوقت .
دخل سوكوار وقال "اجلبي غراي وليون هنا ."
نظرت له وأعدت سيفي لغمده وأنا أومئ إيجاباً ، بحثت عن غراي فكان حيث يجب أن يكون في المكان الذي توقعت أن يكون به ، في الحديقة مع ابنة الخادمة الذي سقط الغصن عليها ، هي صديقته منذ ذلك اليوم البعيد منذ سنة .
أنت تقرأ
Strangers | غرباء
Ficción históricaهي قد نظرت لعينيه وعاهدته أنها ستقتله.. وكانت تلك المصيبة الكبرى التي لم يستطع أيٌ منهما التخلص منها ! ما هو شعورك أن تكون غريباً عن كل شيء ؟ كل ما حولك ليس مخلوقاً لأجلك ، وأي مكانٍ تراه لا يمنحك إحساساً بالانتماء . العالم مظلمٌ بشكلٍ كبير، كل شيء...