"مولاي .. هناك رسولٌ من مملكة الشمال لك ."
كان ذاك أول خبرٍ يزف لنا في صباح اليوم التالي ونحن جالسون على مائدة الإفطار ، نظرنا لبعضنا البعض وتنهد سوكوار قائلاً "من الجيد أن غراي لم يذهب ."
"ماذا يريد برأيك مولاي ؟"
غراي سأله فتابع طعامه وقال "لا أعلم ، لنتناول الطعام ونذهب لرؤيته ، لنرى ما الأمر اللعين الذي يريده ماثيو ."
قال وهو يأكل بهدوء شديد ، تبادلت وليون نظرات فهمها كلانا وزفر بضيق ، كلانا كان يعلم أن سوكوار يحترق ليعلم ما الذي يريده ماثيو ، أياً كان الأمر فهو متعلق بأمه أو خطيبته أو مملكته .
ربما أراد أن ينهي طعامه وحسب لأن لديه شعوراً أن تلك الرسالة ستمنعه عن الطعام لأيام .
لم أعرف ما كان يفكر به ، مازلت أجهل الطريقة المناسبة لأقرأ أفكاره ، لكن يمكنني ببساطة أن أعرف عنه شيئاً واحداً أكيداً (هو تعلم كيف يخفي النيران بداخله ، فلا تحرق أحداً إياه)
وبقدر ما كان ذاك الأمر سيئاً له ، فهو كان جيد لمن حوله ، أولئك الذين كان يؤذيهم بنيرانه سابقاً .
أغمض عينيه ريثما يبتلع اللقمة الأخيرة ويدخلها إلى جوفه ، واستطعت تخيل حجم الغصة التي تكونت في حلقه لأنه أتبعها بكأس ماء كبير سريعاً ، ونادراً ما يشرب سوكوار الماء بعد الطعام .
نهض من مكانه وتوجه خارجاً ، قفزت خلفه أنا وليون ، تردد غراي قليلاً ، ولا ألوم مراهقاً تطلب منه أن يترك طعامه اللذيذ لأجل خبرٍ سيء ، ثم نهض ولحق بنا .
دخل سوكوار قاعته وقد أمر الخادم أن يرسل رسول مملكة الشمال الذي مثل أمامه سريعاً وهو يرسم على وجهه نظرةً جادة .
تنهد سوكوار وهو يسند كفيه على الطاولة وقال "ما الأمر الذي جئت به من مملكة الشمال ؟"
"لدي رسالتين من ملكي السيد ماثيو ، الأولى جيدة ، والثانية سيئة ، فأيهم أخبرك أولاً ؟"
"افعل كما يفعل الشماليون ."
قال سوكوار بقلة حيلة ، وتذكرت ما أخبرني به ليون سابقاً ، الشماليون يؤمنون أن عليهم الابتداء بالخبر الجيد ، لأن لديهم قناعة أنه ريثما تروي الأمر الجيد قد تحصل أشياء وتطورات في الخبر السيء وتجعل منه جيداً . (مقتبس من مسلسل سقف العالم)
ولكن تلك القناعة لم تكن جيدة لسوكوار نوعاً ما ، لأن الخبرين كانا بذات القدر من السوء ، وكانا قدرٌ لا يمكن تغييره .
ابتسم الشاب الأسمر وقال "الخبر الجيد الذي يخبرك به جلالته ، أنه يدعوك لحضور زفافه على خطيبته ميريتيا بعد أسبوعين ."
"زفافه مع ميريتيا ؟"
سوكوار ردد الكلمة ببطء ، وغرقت في أفكاري ، إن كان هذا الخبر الجيد ، فماذا يكون السيء ؟
أنت تقرأ
Strangers | غرباء
Historical Fictionهي قد نظرت لعينيه وعاهدته أنها ستقتله.. وكانت تلك المصيبة الكبرى التي لم يستطع أيٌ منهما التخلص منها ! ما هو شعورك أن تكون غريباً عن كل شيء ؟ كل ما حولك ليس مخلوقاً لأجلك ، وأي مكانٍ تراه لا يمنحك إحساساً بالانتماء . العالم مظلمٌ بشكلٍ كبير، كل شيء...