32 |تواجهه بالواقع|

7.7K 837 83
                                    

نهضت عن طاولة الطعام بعد أن أنهيت إفطاري وقلت "بالإذن مولاي .."

مشيت خارجاً ، وضعت يدي على مقبض الباب لتستوقفني يده الأخرى التي وضعها على كتفي المصاب ، هو شد عليه بقوة مما جعلني أعبس بألم وتهرب من شفتي آهةٌ خفيفة .

"ما الأمر سوكوار ؟"

قلت بجدية ، أنا أكره سوكوار هذا ، رغم أني أتمنى طوال الوقت أن يعود سوكوار الوقح زميل غرفة الفندق البسيطة ، إلا أنني أكرهه جداً ، أكره سوكوار الوقح ذو الأفكار القذرة الذي يتصرف بطريقةٍ مزعجة حين نكون وحدنا !!

يده التي على كتفي منعتني أن أستدير ، أنا فقط ثبتت مكاني ، يدي على المقبض ولا أتحرك ، هو اقترب مني ، وقال هامساً بأذني "صديقتك الطبيبة .. لطيفةٌ للغاية !!"

اتسعت عيناي لكلماته ونبرته التي لفظ بها أحرفه تلك ، تركت مقبض الباب واستدرت لترتطم يدي بوجهه فيتراجع ويبتعد عن كتفي مسبباً ألماً شديداً به .

هو وضع يده على وجهه ، أنا لم أنتبه أن يدي -غير المصابة- ضربته بقوة مسببةً له كدمةٌ صغيرة على جانب خده ، عيناه المظلمتان أعادتا الشعور المخيف بداخلي ، أحياناً .. أنا أخاف منه جداً !!

هو مسح الدماء القليلة التي نزلت على وجهه وقال "عليك أن تتوقفي عن كونك لبوةٌ شرسة. .."

"توقف عن كونك فتىً وقح ."

"هل أكون وقحاً إن قلت أنها لطيفة .. وجميلةٌ حقاً ؟"

"أحذرك سوكوار ، لا تفكر بها بطريقةٍ قذرة أبداً ."

بدأت نبرة صوتي تعلو وتحتد ، بالنسبة لشخص أخبرته أني سأقتله وهو الآن يتحدث عن صديقتي ، هذا جعلني أضع ألف سيناريو سيء في رأسي ، هو ابتسم وقال "حقاً ؟ تعلمين أنت لا يمكنك منعي ."

"سوكوار ."

قلت بصوتٍ أعلى فاقترب مني مجدداً وهو يضع يده على فمي ويقول "أنت لا تريدين أن يسمعك أحد تنادين باسمي ويشك بك أيتها المرافقة المطيعة صحيح ؟"

قال وأنفاسه ترتطم بوجهي مسبباً لي ارتجافاً قوياً ، أنا أخاف على ناتاشا جداً ، وأتمنى في هذه اللحظة لو أنها لم تأتِ للقصر .

أبعد يد ه عن فمي لكنه لم يبتعد ، ابتسم وقال "مرافقةٌ مطيعة ، أحياناً تكونين جيدة حين يكون فمك مغلقاً وحسب ."

"لا تتحدث معي بهذه الطريقة ، أنا لست خادمتك ."

"فعلياً ، أنت كذلك -تقريباً- ، أنت مرافقتي وتعملين تحت إمرتي لذا أنك لست خادمتي هذا لا يشكل فارقاً كبيراً ، لكن الفرسان بالنسبة لي شيءٌ مقدس ، إنهم عائلتي ."

"أهكذا تعامل أفراد عائلتك ؟"

قلت ساخرة فهز كتفيه وقال "أولاً أفراد عائلتي لا يريدون قتلي ، ولا يحملون سيفاً ويحمون ظهري بالوقت نفسي ، أفراد عائلتي يهتمون بي ، ولا ينادونني سوكوار الوقح ، والأهم من كل هذا أنه لم يتجرأ أحدٌ أن يضربني يوماً وأنت فعلت رين ."

Strangers | غرباءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن