٣-أول حب.

646 29 3
                                        

•المشهد الثاني..

تهاني، في سنتها الثانية في كلية الصيدلة..

لفتت انتباهها نظرات الإعجاب من شاب وسيم يدرس معها في الكلية. بدأت هذة النظرات منذ سنتها الأولى. لكنها لم تعرِه اهتماماً كبيراً في البداية، كانت تراه في كل مكان تذهب إليه.

اعتقدت أنها مجرد الصدفة، ولكن مع تكرار اللقاءات بشكل غير عادي، بدأت تأخذ الأمر على محمل الجد. كانت تصادفه أكثر مما تصادف زملاءها من قسم الصيدلة!

بعد مرور عام كامل، بدأ هذا الأمر يشغل تفكيرها، وبدأت تبحث عن سبب هذه 'الصدف'.

في النهاية، أدركت أنه كان يتبعها في كل مكان، من اللحظة التي تدخل فيها الكلية حتى مغادرتها. عند أول خطوة لها أمام بوابة الكلية، كانت تجد الشاب الوسيم واقفاً، ينتظر وصولها. ثم كان يمشي خلفها أو بجانبها في كل مكان في الحرم الجامعي: في الممرات، المختبرات، الصالات، وحتى إلى الأماكن الخاصة بالفتيات!

الغريب في الأمر هو أنه على الرغم من كل هذا، لم يحاول الشاب الوسيم الإقتراب منها أو التحدث إليها. أعجبها سلوكه المحترم، الذي أظهر أنه من عائلة مرموقة. شاباً حسن التربية يحترمها ويهتم بسمعتها. وأصبحت مشاعره واضحة من نظراته الولهانة، وغير قادر على إخفاء إعجابه القوي بها.

مع مرور الوقت، بدأت تهاني تتطور مشاعرها تجاهه أيضاً. جمعت معلومات عنه بشكل سري دون أن تظهر اهتمامها لأحد. ففي يوماً ما، التقت بطالبة من قسمه وتمكنت من معرفة أن اسمه رابي، وهو طالب في السنة الثالثة في الطب البشري. لم يكن من بلدها ولكنه كان ضمناً من وفد من دولة عربية أخرى.

دخلت تهاني سنتها الثالثة، وقد مر عام منذ أن لاحظت رابي لأول مرة. كانت متعبة من التفكير فيه وحدها، قلقة من أن يؤثر ذلك على دراستها مع تشتت قلبها وعقلها. كانت تتساءل كثيراً، "إذا كان يحبني، فلماذا لم يقل شيئاً حتى الآن؟" الأسئلة العديدة التي تدور في ذهنها جعلتها تشعر بالحاجة إلى صديقة موثوقة لتفصح لها عن مشاعرها تجاه رابي.

اختارت أن تتحدث مع شقيقاتها، لأنهن الأقرب إليها ويمكنهن مساعدتها في معرفة ما إذا كان رابي يحبها حقاً أم أنه يضيع وقته معها.

أخبرتهن بكل التفاصيل واعترفت بأنها بدأت تقع في حبه. قررت إحدى شقيقاتها، إيمان، مرافقتها إلى الكلية في اليوم التالي لمراقبة الشاب ومحاولة اكتشاف مشاعره الحقيقية.

في صباح اليوم التالي، استيقظت تهاني مبكراً، متحمسة لانضمام إيمان إليها في الكلية، واثقة من أنها ستسمع بعض الأخبار السعيدة. دخلتا قاعة فارغة، وكانت تهاني حريصة على التأكد من عدم تعرف أحد على أن إيمان هي شقيقتها، خاصة لأنهما لم تكونا متشابهتين كثيراً.

أشارت تهاني إليه من النافذة.

تهاني: "انظري إلى الشاب الذي يقف عند باب قاعة المحاضرات، يرتدي قميصاً أبيض وبنطلوناً بنياً، ويحمل حقيبة سوداء على كتفه. هل تريه؟"

إيمان - باشمئزاز: "أوه! هل هذا هو الشاب الذي يعجبك؟" 

تهاني - مندهشة: "ما العيب فيه؟ إنه طويل، وسيم، وأنيق، وملامحه جميلة."

ضحكت إيمان بسخرية.

إيمان: "كنت فقط أوقظك. كما يقولون، الحب أعمى!"

تنهدت تهاني بنفاد صبر.

تهاني: "حسناً، لم أحضرك هنا لتعطيني رأيكِ فيه. جئت لأطلب مساعدتك، كما وعدتني. أريد أن أعرف إذا كان يحبني حقاً أم أن كل ذلك في رأسي!"

نظرت تهاني إلى ساعتها.

تهاني: "سأذهب إلى محاضرتي الآن، وأريدك أن تتابعيه وترين ماذا يفعل." 

إيمان: "حسناً، اذهبي، سأراكِ لاحقاً."

دخلت تهاني قاعة المحاضرات، ورأت رابي من زاوية عينها. كانت تستطيع رؤية حماسه عند وصولها، كما هو الحال دائماً. كانت نظراته الآن واضحة، وكأنه يتوق لأن تشعر بحبه.

شعرت تهاني بالسعادة، خاصة أنها كانت تعلم أن شقيقتها تراقبهما وستشهد هذا الحب البريء..
الحب الحقيقي.

ـــــــــ

 عشقت جميلتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن