دخلت هناء غرفة محمود فوجدته واقفاً أمام المرآة يرتدي سترته.
هناء: "إلى أين؟ العشاء جاهز!"
محمود - بعصبية: "ليس لدي رغبة. تركت لها المكان لترتاح!"
هناء: "لا، هذا لا يصح. يجب أن تتعشى معنا، وإن غادرت، سننزعج جميعاً!"
أغلق محمود أزرار سترته بعصبية.
محمود: "دعي جارتك الجميلة تستمتع وتشبع بالشبح الذي تتحدث عنه!"
هناء - بابتسامة: "لا تأخذ كلامها على محمل الجد. هي مثل الطفل، لا تدرك ما تقوله!"
محمود - بعنف: "طفل؟ هل ترينني ساذجاً حتى تسخري من عقلي بهذا الكلام؟"
هناء: "صدقني، لو عرفتَها جيداً، ستفهم أن كلامي صحيح!"
محمود - بعصبية: "هي ترى الأشباح أفضل مني! من تظن نفسها؟ وأيضاً، لديها ثقة زائدة! يجب أن تتعلم الأدب وتدرك مكانتها وتفكر قبل أن تتحدث!"
هناء - باندفاع: "ولماذا تريد أن تؤدبها؟ ألا تجد غيرها تعجب بها؟ الفتيات في كل مكان. لماذا هي بالذات التي تود الاقتراب منها؟"
محمود - بسرحان: "نعم، هذا ما أحاول فهمه. كل يوم أتمنى أن أقابل والدتها لأعرف."
هناء - بحيرة: "تعرف ماذا؟"
محمود: "هي السبب في ما أنا فيه!"
هناء - بحيرة أكبر: "لماذا هي السبب؟ وضح لي!"
محمود: "أريد أن أعرف ما هي الأعمال الصالحة التي تقوم بها حتى يرضى الله عنها وتصبح دعواتها مستجابة. دعت لابنتها برجل يحبها بجنون، ودعوتها هذه جاءت على رأسي. إنه غريب، أرى نساءً كل يوم، ولا واحدة منهن استطاعت أن تجذبني، وهي من أول لحظة...!"
لم يستطع محمود إكمال كلامه، فالتفت إلى هناء.
محمود: "هل فهمتِ ما أقصده؟ هي دعت لابنتها وأنا أصبحت هدفاً لهذه الدعوة. لا أفهم لماذا تعلقت بها من اليوم الأول"
ضحكت هناء من كلامه واقتربت لتواسيه.
هناء - بابتسامة: "لا تحزن، صدقني هي فتاة طيبة وبريئة!"
محمود - بعصبية: "قلت لك سأغادر. لا أرغب في الأكل!"
هناء - بعتاب: "محمود، هي الآن محرجة منك فلا تحرجنا أمامها. إنها تنتظرك لتتناول العشاء معنا!"
محمود - بلا مبالاة: "حقاً؟"
هناء: "نعم، تعال وشاهد بنفسك!"
أخذ محمود زجاجة العطر من على تسريحته ورشها على رقبته وصدره. ابتسمت هناء وهي تراقبه.
محمود: "لنذهب قبل أن يبرد العشاء!"
خرج محمود مع هناء واتجها إلى طاولة الطعام. تفاجأ الجميع عندما رأوه يجلس بجوار تهاني بدل مكانه المعتاد.
أنت تقرأ
عشقت جميلتي
Любовные романыعلى ارتفاع آلاف الأقدام في السماء، وبين هدير المحركات وهمسات الركاب ربطت تهاني حزام الأمان بتوتر. شعرت بأن الطائرة لا تحملها فقط إلى وجهة بعيدة، بل إلى رحلة في عمق ذكرياتها، حيث الألم والخيانة والتضحية تختلط في نسيج حياتها. عاشت سنوات من العزلة بعد...
