٢٨- تضحية.

162 16 0
                                    

هربت تهاني من الشرفة وبحثت عن هناء حتى لا تبقى وحيدة مرة أخرى. وجدتها في المطبخ، ووقفت بجانب الباب.

تهاني - بارتباك: "هناء، بعد إذنك، أريد أن أذهب؟"

هناء: "أرجوك، ابقي بجانبي حتى ننتهي من العمل المتبقي. ألا ترين أن الضيوف لا يزالون موجودين؟!!"

نظرت بدرية إلى المطبخ ورأت تهاني واقفة بجانب الباب، وعلى مقربة منها كان هناك سلم حديدي ثقيل. وسرعان ما خطرت لها فكرة، فابتسمت لفكرتها.

بدرية - (لنفسها): "هاهاها، لو سقط هذا السلم، فسيسقط على رأسها بالضبط، وسيقسمها إلى نصفين. هاهاهاها، إنها فرصتي للتخلص منها بحادث قضاء وقدر، لكن المهم ألا يراني أحد وأنا أدفع السلم!!"

ـــــــــ

دخل محمود غرفته غاضباً من نفسه، ويفكر فيما فعله.

محمود - (لنفسه): "أصبتها بالخوف مرة أخرى. والآن لن تقبل أي اعتذار. هل يعقل أنك لا تستطيع أن تعبر عن مشاعرك تجاهها؟ لقد أعادتك إلى أيام شبابك عندما كنت تحب. لماذا لا تستطيع أن تخبرها بما تشعر به بوضوح وتنهي هذا الأمر؟.. يجب أن أذهب لأراها وأعتذر لها، لا أريدها أن تستاء. هل ستجد ذلك مني أم من أهلها؟"

خرج محمود من غرفته وبحث عن تهاني.

محمود - وهو ينظر إلى الباب: "ها هي واقفة عند باب المطبخ. سأذهب لأكلمها بهدوء وأعتذر لها، لكن ما الأمر؟ لماذا تقف عمتي وتراقب تهاني بنظرات غريبة؟"

رأى محمود عيون بدرية تتنقل بين تهاني والسلم الحديدي.

محمود - بخوف -: "يا إلهي، هل تفكر عمتي في...؟"

قطع محمود تفكيره وركض بسرعة نحو تهاني. وفي نفس الوقت، دفعت بدرية السلم الحديدي واختفت سريعاً.

انتفضت تهاني على صوت عالٍ خلفها. التفتت فرأت محمود يمسك بذراعه، ويصرخ من الألم. كان واضحاً أن ذراعه مكسورة.

ركض الجميع نحوه، وركضت تهاني معهم لمساعدته، لكنها تذكرت شيئًا وعادت إلى مكانها في اللحظة نفسها.

محمود - (في نفسه) ويتألم: "كان تفكيري في محله، كانت تنوي قتلها، لكن لماذا خافت تهاني علي لثوانٍ ثم عادت لمشاهدة الموقف كأنه عادي؟"

تهاني - (لنفسها): "بالطبع كان قادماً ورائي ليؤذيني مرة أخرى، وربما كانت إرادة الله أن يلقى السلم عليه!!"

صرخت هناء في خوف، وجاءت والدتها تبكي عليه.

أحمد - بقلق: "هيا يا خالي، دعني آخذك بسرعة إلى المستشفى!"

هناء - وهي تمسك بذراعه: "وأنا لن أتركك، سأذهب معكم!"

محمود - بألم: "آه، هيا بنا!"

 عشقت جميلتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن