٧-نهاية الخونة.

385 22 0
                                        

في صباح يوم الجمعة، التقت تهاني بهند أمام الصيدلية. دخلتا الصيدلية، لكن تهاني قررت قفل الباب لتجنب الانقطاعات أثناء جرد الأدوية. لاحظت صندوقاً كرتونياً ملقى على الأرض، وعندما رفعته لإعادته إلى مكانه، أدركت أنه خفيف بشكل غير عادي. فتحته ووجدته فارغاً. وعند تفقد الصناديق الأخرى على الرفوف، اكتشفت أنها جميعاً فارغة أيضاً. امتلأت بالفزع وبدأت تبحث بشكل محموم في كل شيء. لدهشتها، تبين أن عشرة في المائة فقط من الأدوية الرخيصة بقيت في الصيدلية. هرعت إلى درج المكتب، وسحبت السجلات لتفقد ديون الصيدلية، فوجدت أن عبد الله قد توقف عن دفع المستحقات منذ شهر. كما اكتشفت فواتير شراء جديدة باسم الصيدلية تم إصدارها قبل يومين فقط، تتعلق بطلبات كبيرة ومكلفة. كان يخطط لتركها غارقة في الديون ثم يختفي.

انهارت تهاني في اليأس وهي تشهد تدمير صيدليتها—حلمها، ومستقبلها، وعملها الشاق، كل ذلك تحطم. كانت تهديدات الإفلاس واحتمالية مواجهة عقوبة السجن تثقل كاهلها، خاصة وأن رخصة الصيدلية تربطها بشركات متعددة. لقد أنفقت كل أموالها على علاج والدها، فكيف ستجد الأموال لسداد الديون؟

عادت إلى المنزل وهي في حالة من الذهول، غير قادرة على مواجهة عائلتها. ماذا سيقولون عندما يعلمون أنها كانت ساذجة بما يكفي لتسمح لشخص ما بخداعها بهذه السهولة؟

من شدة الخجل، تحملت الكارثة بمفردها. خلال النهار، تظاهرت بأنها طبيعية أمام عائلتها، تخفي الألم في قلبها. لكن في الليل، بينما كان الجميع نائمين، كانت تتجول في المنزل، تتحدث إلى نفسها مثل مجنونة، تبكي، وتحاول يائسة إيجاد مخرج من الكارثة التي حلت بها. ومع ذلك، لم يخطر ببالها أي حل.

في ذروة يأسها، تسللت أفكار الانتقام ضد عبد الله إلى ذهنها، حتى أنها تخيلت قتله بطرق لا حصر لها. لكن هذه كانت مجرد خيال، من المستحيل تنفيذه في الواقع. كانت تخشى عقاب الله، قلقة على سمعة عائلتها، وعرفت أنها تفتقر إلى القسوة اللازمة لارتكاب جريمة من هذا القبيل. ولم تستطع أن تبوح لوالدها، خوفاً من أن تؤدي أخبار مستقبلها المدمر إلى تدهور صحته أو حتى وفاته.

في النهاية، استسلمت لمصيرها وفوضت أمرها لله، متيقنه أنه رغم ضعفها، فإن قوته أعظم من جميع خلقه.

مع نهاية العام، وقعت الكارثة. توفي والدها الطيب والحنون، تاركاً إياها وحدها، عرضة لأهواء شقيقاتها.

وتحملت تهاني معاناتها بصبر المؤمنين. وكانت أصعب سنة في حياتها.

ـــــــــ

ملاحظة: النهاية التي حدثت للخونة حدثت بالفعل، الجزاء من جنس العمل.

أولاً، عبد الله: بعد بضع سنوات من خيانته لثقة شريك العمل، فقد كل ما يملكه، وتفككت حياته. في النهاية، فقد عقله. وفي أحد الأيام، وجده أحد أقاربه ميتاً في سريره.

ثانياً، العمة: لم تستمتع بالإرث الذي سرقته طويلاً، حيث سلمت كل شيء لزوجها. ورد لها بالزواج من امرأة أخرى، وتطليقها، وطردها من منزل والدها. وبعد عام من الطلاق، توفيت تحت ظروف غامضة. يقول البعض إنها كانت أزمة قلبية، لكن معظمهم يتفقون على أن طليقها، قام في تسميمها بمساعدة ابنهما. طليقها الذي عمل في التحقيقات الجنائية، يعرف كل شيء عن السموم القاتلة.
تم فصله بعد أن كشفت الصحف عن وحشيته البشعة تجاه السجناء.

ثالثاً، طليق العمة، النصاب السادي: بعد أن حصل بطريقة احتيالية على الإرث، افتتح العديد من الأعمال، واشترى عقارات في جميع أنحاء البلاد، واستثمر في النقل الزراعي. وبينما كان يقود شاحنة كبيرة لتوصيل الفاكهة إلى دولة مجاورة، تعرض لحادث، واشتعلت الشاحنة. لم يستطع الهروب بسرعة كافية وتعرض لحروق شديدة من خصره إلى الأسفل. قضى سنوات في إجراء عمليات متعددة ليتمكن من المشي مرة أخرى، وأصبح مشهوراً في قريته بلقب 'العاجز'. والآن يعاني من فشل كلوي ويبحث بشكل يائس عن متبرع بالكلى يناسب جسده الفاسد.

رابعاً، بعد أن أفلت من جريمته، انتقل الابن إلى أوروبا وعمل في تهريب المخدرات مع ابن عمه، الذي كان فاسداً مثله. وفي يوم من الأيام، بعد أن أصبح مدمناً بنفسه، توفي بسبب جرعة زائدة، وتم القبض على ابن عمه.

ـــــــــ

المشهد السادس..

بعد وفاة والدها، رأت تهاني الوجوه الحقيقية لشقيقاتها، وأصبحت معركتهن ضدها مفتوحة. تآمرن ضدها يومياً، وغالباً ما كانت خططهن خطيرة، مما تركها في خراب عاطفي ونفسي كامل.

شاهدت كيف تزوجن جميع شقيقاتها واستمتعن بحياة سعيدة مع أزواجهن، بينما ظلت هي عازبة.

أدركت تهاني أنها فقدت رابي، الرجل الوحيد الذي أحبها حقاً، بسبب مؤامرة شقيقتها إيمان. بحثت عنه، لكن اكتشفت أنه بعد الإهانة التي سببتها له، ترك الجامعة وهاجر إلى السويد لينسىها. وهناك، تزوج من امرأة سويدية وترك ماضيه خلفه.

ـــــــــ 

*الشكر العميق للأخت 'أم رزان' لتقديمها كافة المعلومات.

 عشقت جميلتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن