حملت تهاني أغراضها وابتعدت عن محمود بخطوات سريعة قبل أن يخرج من السوبر ماركت ويتبعها إلى المصعد.
تهاني - بخوف: "يجب أن أسرع إلى المصعد قبل أن يلحق بي وينتقم مني!"
ركض محمود خلفها، سعيداً لأنه سيتمكن من التحدث معها وهما بمفردهما في المصعد.
محمود - بفرحة: "رائع! سأسرع قبل أن تهرب مني!"
دخلت تهاني المصعد، لكنها تفاجأت بدخول محمود خلفها.
شهقت تهاني في نفسها: "يا له من سرعة! ما شاء الله!"
شعرت بالخوف عندما دخل، خشية أن يكون ينوي إيذاءها وهما بمفردهما، فحاولت الخروج قبل أن يغلق الباب، لكنه اعترض طريقها بجسده العريض. تراجعت، مدركة أنه قد ينوي إلحاق الأذى بها وربما ضربها.
خلع محمود نظارته الشمسية لينظر إليها بوضوح.
محمود - بسخرية:
"ما الأمر؟ ألسنا حريم مع بعض؟ أليس هكذا قلتِ؟!"ردت تهاني وهي تفكر كيف تهرب منه: "من فضلك، دعني وشأني. يكفي ما حدث!"
محمود - بنعومة: "ما الذي حدث؟ هل تعرفين لماذا حدث كل هذا؟!"
هزت تهاني رأسها نفياً. اقترب محمود منها، ووضع يده على الحائط ليحاصرها بين ذراعيه. تحدث بصوت ملؤه الإغراء، ونظر إليها نظرات ذائبة: "ما حدث هو أن من يراكِ ينسى نفسه وينسى..."
تعلقت نظرات تهاني في عيني محمود دون أن تدرك مغازلته أو احتجازها بين ذراعيه.
تهاني - (لنفسها): "عينيه رماديتان. يبدو أنه ليس مسكوناً الآن!"
تفاجأ محمود من نظراتها، لكن جمال عينيها جذبه. اقترب منها وكأنه مسحور، وعيناه بدأتا تتحولان إلى اللون الأخضر. عندما رأت تهاني تغير لون عينيه، شهقت خوفاً وهربت من تحت ذراعيه، وركضت باتجاه الدرج وهي تقرأ القرآن في داخلها. استغرب محمود تصرفها، لكنه قرر أن يستمر في خطته.
بدأ يسير خلفها ببطء، بينما حاولت تهاني تسريع خطواتها لتسبقه. أدرك محمود أنها لن تتمكن من الهروب، فصعد الدرج ببطء.
تهاني - (لنفسها): "لماذا يتبعني؟! لا أستطيع حتى أن أرتاح!"
سمعت محمود يصفر لحناً شهيراً من أفلام الرعب، ففزعت وظنت أنه يهددها. بذلت جهداً أكبر لتسريع خطواتها، رغم الأغراض الثقيلة التي تحملها، حتى وصلت إلى الطابق الثاني.
تهاني - بصعوبة: "قلبي يكاد يتوقف من التعب، ورجلاي تؤلمانني، لكن لا يمكنني التوقف الآن!"
وأخيراً، وصلت إلى الطابق الثالث، لكن محمود لحق بها بخطواته الطويلة.
محمود - بإعجاب: "أنفاسك طويلة! ما شاء الله!"
اقترب منها ليرى ما في أغراضها وقال: "أنتِ تأكلين كالأطفال. يجب أن تهتمي بصحتك أكثر. لكل مرحلة عمرية غذاءها المناسب."
ردت تهاني بإيماءة بسيطة من رأسها، وهي تشعر بالاستياء من تلميحه إلى تقدمها في العمر. وفي لحظة سريعة، التقط محمود كيساً من رقائق البطاطس واتجه نحو شقة هناء. لكنه توقف وعاد إليها، وغمز قائلاً: "حتى يبقى بيننا شيء مشترك... رقائق البطاطس والملح!"
ردت تهاني بصوت منخفض: "بالسم! يشتمني ويأكل البطاطس!"
اقترب منها محمود، فشعرت بالذعر وتراجعت بخوف.
محمود - مازحاً: "ولا تنسي أن تشكريني عند هناء!"
تهاني - بدهشة: "أشكرك؟!"
محمود - مبتسماً: "على مساعدتي. هناء غضبت مني اليوم لأنني منعتك من الخروج، لكنها لا تعلم أنني في الحقيقة ساعدتك، جعلتك تخرجين وتمشين، وها أنت الآن صعدت الدرج بأكمله! هاهاها!"
نسيت تهاني نفسها وهي تراقب ضحكته الجذابة. توقف محمود عن الضحك فجأة، وقد تملكه سحر نظراتها. وعندما لاحظت تهاني تحول لون عينيه إلى الأخضر مجدداً، شهقت وهربت إلى شقتها، وأغلقت الباب بسرعة وهي تلهث.
سمعت نغمة تنبيه من هاتفها، فأخرجته من حقيبتها وقرأت الرسالة القادمة من رقم غريب: "الآن يمكنك أخذ أنفاسك يا جميلتي."
عرفت أنه محمود، فغضبت لأنه يسخر منها ويحاول التواصل معها.
ـــــــــ
وضع محمود هاتفه في جيبه وبدأ يأكل رقائق البطاطس وهو يفكر بدهشة: "لماذا هي خجولة الآن، بينما كانت جريئة جداً بالأمس؟ غريبة هذه الفتاة. ماذا يحدث لها؟ من أصدق؟ أختي هناء أم عمتي بدرية، وما رأيته بعيني؟!"
فتح محمود باب شقة أخته وهو لا يزال مستغرقاً في أفكاره: "ولماذا أشعر بالراحة النفسية معها في كل مرة أكون معها؟ أوه، هذه الفتاة ستجعلني أفقد عقلي!"
دخل محمود الشقة وهو مقتنع بصدق أخته وندم في داخله على التفكير في استغلال وحدتها لإرضاء رغباته.
ـــــــــ
أنت تقرأ
عشقت جميلتي
Romansaعلى ارتفاع آلاف الأقدام في السماء، وبين هدير المحركات وهمسات الركاب ربطت تهاني حزام الأمان بتوتر. شعرت بأن الطائرة لا تحملها فقط إلى وجهة بعيدة، بل إلى رحلة في عمق ذكرياتها، حيث الألم والخيانة والتضحية تختلط في نسيج حياتها. عاشت سنوات من العزلة بعد...