٢٣- تحدي بالنظرات.

272 19 2
                                        

دخل محمود وأغلق الباب بقوة، فاهتز المكان ومن فيه. شعرت تهاني بالرعب من الصوت، فركضت مسرعة نحو غرفة فاطمة للاحتماء بها. كان قلبها يخفق بسرعة، وكأنها في ماراثون، وكل جزء من جسدها يرتعش.

تهاني - بخوف: "خالتي، لماذا منعتني هناء من الذهاب؟!"

فاطمة - بقلق: "اهدئي يا ابنتي، لا تخافي!"

تهاني -وهي ترتجف: "ماذا أفعل؟ أرجوكِ، خبئيني، خبئيني!"

فاطمة: "ليس هناك وقت لأخبئك، ابقي بجانبي وساعديني."

تهاني - بصوت مرتجف: "كيف أساعدك؟ إن حاول ابنك إيذائي، لن أسكت! سأصرخ بأعلى صوتي!"

فاطمة - باستغراب: "وصوتكِ، ماذا سيفعل له؟!"

تهاني - وقلبها يكاد يتوقف من الخوف: "لا أعرف يا خالتي، لكنني سأفعل شيئاً على الأقل!"

فاطمة: "لماذا تخافين؟ المفروض أن تكون إيمي هي الخائفة!"

تهاني - بتفكير: "لأنه عندما يراني هنا، سينسى إيمي وسيفجر غضبه عليّ!"

فاطمة: "لماذا؟ هل فعلتِ له شيئاً؟ اطمئني، الليلة ليلة إيمي."

رفعت فاطمة يديها نحو السماء قائلة: "يا رب، هدّئ ابني ويسّر الأمر على إيمي."

ـــــــــ

ركضت هناء نحو الباب لتستقبل أخاها وتحاول تهدئته قبل أن تبدأ نوبة غضبه.

هناء - بارتباك: "مرحباً أخي، هل تحب أن أعد لك العشاء؟"

غضب محمود من كلامها، فقَبَض أصابعه وضرب بيده الأخرى بعنف.

محمود - بفارغ الصبر: "نعم، حضّري لي من أخذ سيارتي لأتعشى به!"

هناء - بخوف: "اهدأ واسمع أولاً ما حدث."

محمود - بجنون: "هل سأنتظر لأسمع ما حدث؟! تكلّمي بسرعة، من أخذ سيارتي وصدمها؟!"

تعلقت هناء بأملٍ أخير لتجد تفاهمًا معه، محاولة إنقاذ رقبة ابنتها إيمي.

هناء - (لنفسها): "...لا يوجد حل أمامي سوى المخاطرة وتجربة اعتقاد أمي، ربما ينقذ ابنتي!..."

أشارت هناء بعينيها نحو غرفة والدتها واقتربت منه وهمست بصوت منخفض: "محمود، اخفض صوتك، سنتفاهم لاحقاً. حاول الآن أن تهدأ، هناك ضيفة في الداخل، لا تحرجنا أمامها. تهاني تجلس مع أمي، ولا نريدها أن تخاف منك."

 عشقت جميلتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن