٣٧- السكر.

155 20 1
                                    

في منتصف الليل، لم يستطع محمود النوم بسبب وجود تهاني معه في نفس الشقة. فخرج للاستحمام وتجول بعصبية بين غرف الشقة، وأخيرًا دخل غرفة أحمد، حيث وجده جالسًا على مكتبه يدرس كتبه الطبية.

قال محمود، مرتبكًا: "آسف لو جئت في معاد نومك!"

ترك أحمد مذاكرته ورأى خاله مستحمًا وحالقًا ذقنه، ويرتدي بيجامته الرمادية الجديدة. ابتسم أحمد قائلاً: "لا، لا بأس. مازلت أدرس!"

أجاب محمود بإحراج: "الحقيقة، لم أشعر بالنوم، فقضيت وقتًا أطوف في الشقة حتى تعبت قدماي!"

فهم أحمد سبب سهر خاله وارتباكه، فابتسم وقال: "لا تقلق، الوقت لا يزال مبكرًا. تستطيع رؤيتها، فهي لا تزال مستيقظة ومنشغلة مع أمي وإيمي!"

استغرب محمود: "في هذا الوقت؟ بماذا هن منشغلات؟"

ضحك أحمد: "أمي مستاءة من خسارة الهاتف الخلوي الجديد، فذهبت للمطبخ وأخذت كل علب الشوكولاتة لتذهب إلى غرفة إيمي وتساعدها في إنهائها!"

قال محمود بقلق: "أليست خائفة على صحتها من ارتفاع مستوى السكر في دمها؟"

رد أحمد: "لا أظن أنهن سيتمكنن من إنهاء كل العلب!"

مازح محمود: "وأنت لماذا لم تذهب لتأكل معهن؟"

ضحك أحمد: "أمي تعتقد أنني لم أرها تأخذ العلب، وشعرت أنه تجمع نسائي!"

وفي تلك اللحظة، سمعا صوت باب غرفة نوم إيمي يفتح. قال أحمد بدهشة: "معقولة أنهن استطعن إنهاءها؟"

ذهبت هناء وتهاني وإيمي إلى الشرفة، وجلسن يتحدثن تحت ضوء القمر، وارتفعت أصوات ضحكاتهن. قال أحمد: "من أصوات ضحكاتهن، يبدو أنهن أنجزن مهمتهن بشكل جيد!"

ابتسم محمود لرؤية أخته سعيدة، فاقترب من أحمد وتحدث بصوت منخفض: "أحمد، أريد أن أخبرك بسر!"

قال أحمد بانتباه: "قل، لا تخف، سرك سيكون في بئر!"

ضحك محمود: "هاهاها! السر ليس خطيرًا لدرجة أن يذهب إلى البئر. أريد فقط أن أخبرك أنني اشتريت موبايلًا جديدًا لهناء بمناسبة عيد ميلادها، وقمت بالتحدي معها لأقدم لها الهدية في أقرب وقت!"

قال أحمد: "ستفرح أمي كثيرًا عندما تكتشف أنك اشتريت لها الهاتف!"

أجاب محمود: "وعهدت إليك أن تحافظ على السر. عيد ميلادها بعد أسبوعين وستستلم هديتها. أفكر أنك أيضًا يجب أن تهديها هدية، ماذا عن مساعدتك في غسل الأطباق؟"

رد أحمد بتردد: "حـ..حاضر!"

بلع أحمد لعابه ببطء، ونظر إلى ملامح خاله ليتأكد هل هو جاد أم يمزح معه.

 عشقت جميلتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن