قَرَعت تهاني جرس شقة هناء، وفكرت في أن تدخل لتلقي التحية على فاطمة قبل ذهابها إلى البنك. فتح أحمد الباب وخرج مسرعاً.
تهاني - بحماس: "لحظة يا أحمد، لا تغلق الباب. أريد أن ألقي التحية على خالة فاطمة."
رد عليها بسرعة وهو يحاول التملص:
أحمد: "ليس الآن، مرة أخرى، هيا لنذهب!"
تهاني - معترضة: "لا يصح أن أصل حتى الباب ولا ألقي التحية عليها. بالتأكيد ستغضب مني!"
أجابها أحمد محاولًا إقناعها:
أحمد: "إنها لا تعلم بقدومك، فلنستعجل!"
أصرت تهاني قائلة برجاء:
تهاني: "أرجوك، دعني أدخل وألقي التحية. دقيقة واحدة فقط، فأنا اشتقت لها كثيراً!"
أحمد - بضيق: "وهل اشتقتِ لها اليوم فقط؟!"
تنهد أحمد بضجر وأسرَّ لنفسه: "كيف أوضح لها؟ ستفزع لو علمت أن العمة بدرية وصلت للتو وستبقى يومين معنا!"
تابعت تهاني بإلحاح:
تهاني: "لن أتأخر، دقيقة واحدة فقط. إنها مستيقظة، أليس كذلك؟!"
أحمد - متوتراً: "نعم، لكنها ليست وحدها، هي مع..."
لكن قبل أن يكمل كلامه، كانت تهاني قد اقتحمت الشقة، واختفت عن نظره. فتمتم أحمد بضيق:
أحمد: "هيا، استعدي لمصيرك!"
سار أحمد خلف تهاني محاولًا إنقاذها من لسان العمة بدرية. بسرعة اتجهت تهاني نحو غرفة فاطمة، ودخلت بابتسامة عريضة.
تهاني: "صباح الخير، خالة فاطمة!"
لكن ابتسامتها تلاشت عندما رأت بدرية تجلس في الغرفة وتتحدث بحدة مع فاطمة. لم تجد تهاني وقتاً للتراجع أو الهروب قبل أن تلاحظها بدرية.
تهاني - في نفسها بقلق: "لماذا لم يخبرني أحمد أنها هنا؟ الآن ستمنعه من الخروج معي!"
استدارت بدرية نحو تهاني وقد ازداد الحقد في عينيها.
بدرية - بعنف: "ما الذي جاء بكِ؟ قطعتِ حديثنا، ليقبض روحك!"
انصدمت تهاني من دعاء بدرية القاسي، فردت عليها بغضب دون وعي:
تهاني: "ليقبض روحكِ أنتِ! أنا حرة في زيارة خالة فاطمة في أي وقت أشاء!"
اقتربت تهاني من فاطمة وألقت عليها التحية:
تهاني: "اعذريني يا خالة إن أتيت في وقت غير مناسب. لم أُرِد أن أخرج قبل أن أراكِ وأطمئن عليكِ."
ابتسمت فاطمة بلطف.
فاطمة: "أنتِ مرحبٌ بكِ في أي وقت، هذة شقتك!"
أنت تقرأ
عشقت جميلتي
Romanceعلى ارتفاع آلاف الأقدام في السماء، وبين هدير المحركات وهمسات الركاب ربطت تهاني حزام الأمان بتوتر. شعرت بأن الطائرة لا تحملها فقط إلى وجهة بعيدة، بل إلى رحلة في عمق ذكرياتها، حيث الألم والخيانة والتضحية تختلط في نسيج حياتها. عاشت سنوات من العزلة بعد...
