وصل محمود إلى قاعة الزفاف وأوقف سيارته أمام باب المدخل. خرجت إيمي وركضت بسرعة نحو باب القاعة لمنح محمود وتهاني فرصة للتفاهم. أغلقت تهاني الباب وخطت أول خطوة للحاق بـ إيمي، لكن محمود اعترض طريقها وحاصرها بين جسده وسيارته.
محمود - بعصبية: "من تظنين نفسك؟ كان يجب أن تشكريني عندما فكرتُ في الزواج منكِ!"
تهاني - بسرعة: "هل تقصد كما شكرتك زوجتك حينما طلقتها؟"
سمع محمود ردها الجارح ورأى أنه يضيع وقته مع امرأة لا تريد أن تفتح قلبها على حبه ولا تقدر ما يفعله من أجلها. فاقترب وجهه منها بغضب، ورأت تهاني أن عينيه ازرقتا بسبب عصبيته، فخافت أن يفقد أعصابه ويضربها أمام المدعوين. ندمت على كلامها، كيف يمكن أن تفقد أعصابها وتهين رجولته للمرة الثانية.
تهاني - بخوف: "آسفة، "محموود"، أقسم أنني لم أقصد ذلك!"
تفاجأ محمود بالطريقة التي نطقت بها باسمه. لقد كانت هذه هي المرة الأولى التي يراها تنطق اسمه بشفتيها وبشكل مغرٍ.
محمود - لنفسه: "أول مرة أعرف أن اسمي يبدو جميلاً بهذه الطريقة! "محموود" يخرج بين شفتيها بطريقة مغرية كأنها تريد أن تُقبل. قلبي! ستقتلني هذه الجميلة! أشعر أنه إذا نطقت اسمي مرة أخرى، لن أستطيع أن أسيطر على نفسي وسأقبلها أمام جميع المدعوين ولن أهتم بأي أحداً منهم!"
سرح محمود فيها، مفتوناً بجمالها وانعكاس الأضواء على وجهها.
محمود - في نفسه: "أتمنى أن آخذك الآن إلى مكان بعيد نكون فيه بمفردنا، حتى تسمعيني وتعرفين كم أنا مغرم بكِ!"
رأت تهاني عيون محمود خضراء، فعرفت أنه الآن في وضيعة العاشق، فأحست بشيء يتحرك بين ضلوع قفصها الصدري.
تهاني - لنفسها: "لماذا أشعر أن قلبی يخف وزنه ويريد أن يطير يخرج من قفصه؟ كما لو أنه كان ميتاً والآن بدأ بالتحرك. يا إلهي، أول مرة أشعر بقلبی ينبض وأني قادرة على التنفس من جديد. هل من الممكن أن يكون قلبي وقع في الحب؟"
خجلت تهاني من محمود وسرعان ما التفتت إلى الجهة الأخرى خوفاً من أن تفضحها عيناها ويكتشف حقيقة مشاعرها وأنها وقعت في حبه.
محمود - لنفسه وهو لا يزال مستمتعاً بجمالها: "إذا أخبرتها الآن إنني من اشتريت لها الفستان، قد تغضب مني، وليس بعيداً عنها أن تخلعه أمام الناس لأنها لا تطيقني، لذا من الأفضل أن أصمت وأخبرها في وقت لاحق، ربما قد تخلع الفستان لي وأنا وحدي!"
وابتسم محمود لهذه الفكرة.
ـــــــــ
خرجت هناء مع أحمد من القاعة لاستقبالهما، وأستقبلت تهاني بحرارة واعتذرت لها.
هناء: "أرجوكِ، تهاني، سامحيني. لقد حضرت أنا وأحمد الحفل مبكراً لأنني آتيت مع سياح، وأحمد أخذ سيارة محمود الواسعة حتى يتمكن من جمع أصدقائه ومساعدة طاهر في حفل زفافه."
ردت تهاني بابتسامة عريضة، سعيدة أن محمود لم يضربها.
تهاني - بفرح: "أعلم أنك لن تتركيني أبداً إلا إذا كان لديك عذر."
محمود - لنفسه وقلبه يذوب من ابتسامتها: "وأنا إيضاً حبيبتي، لن أتركك أبداً!"
ـــــــــ
أنت تقرأ
عشقت جميلتي
Romanceعلى ارتفاع آلاف الأقدام في السماء، وبين هدير المحركات وهمسات الركاب ربطت تهاني حزام الأمان بتوتر. شعرت بأن الطائرة لا تحملها فقط إلى وجهة بعيدة، بل إلى رحلة في عمق ذكرياتها، حيث الألم والخيانة والتضحية تختلط في نسيج حياتها. عاشت سنوات من العزلة بعد...
