٢٧- طاهر.

189 18 0
                                        

في المساء، روت فاطمة لـ هناء قصة تهاني، وطلبت منها أن تبقى بجانبها حتى لا تقع في حالة اكتئاب. فكرت هناء في أن تطلب من تهاني مساعدتها في تجهيز استقبال الضيوف، حتى تشغلها وتُخفف عنها حزنها ولو مؤقتاً.

في صباح اليوم التالي، اتصلت هناء بـ تهاني وطلبت منها الحضور لمساعدتها قبل وصول الضيوف. وبعد عشر دقائق، وصلت تهاني إلى شقة هناء.

هناء - بابتسامة: "سامحيني، اليوم سيكون مرهقاً!"

تهاني - بابتسامة هادئة: "لا مشكلة، لكن في البداية أود أن أخبرك أنني لا أجيد الطبخ!"

هناء - بدهشة: "ماذا؟!"

تهاني: "نعم، للأسف. ولم أخبرك على الهاتف حتى لا تظني أنني أحاول الهروب من مساعدتك!"

هناء: "لو كنتِ رفضتِ، كنت سأصدق أن لديكِ عذراً حقيقياً!"

تهاني: "شكراً وسامحيني، لن أتمكن من مساعدتك إلا بما أستطيع!"

هناء - بلطف: "لا تقلقي، يمكنني القيام بكل شيء وحدي. لكنني أردتُ أن تكوني بجانبي. وها هي فرصة لتعلم الطبخ!"

تهاني - بنبرة آسفة: "أنا لا أحب الطبخ. والآن أخبريني بما تريدين مني مساعدتك فيه."

هناء - بسرعة: "حسناً، فلنبدأ بالأهم!"

ـــــــــ

ظهراً، وصل طاهر برفقة بعض الأقارب. أرسلت هناء رسالة نصية قصيرة إلى شقيقها محمود: "طاهر وصل، يريد أن يراك ويحييك".

سمع محمود نغمة الرسالة وفتح هاتفه لقراءتها.

محمود - بدهشة: "أمي أحضرته بهذه السرعة!؟ يجب أن أسرع إليهما قبل أن أجدهما متزوجين!"

بعد نصف ساعة، دخل محمود شقة أخته وتوجه إلى الصالون. عندما رآه طاهر، قام من مكانه واحتضنه بحرارة.

قال طاهر: "كيف حالك يا محمود! اشتقت إليك كثيراً!"

"طاهر، ٣٩عاماً، متوسط الطول، جسمه ممتلئ قليلاً، عيناه بنيتان، شعره أسود، لديه شارب خفيف ولحية مشذبة."

محمود - مرحباً: "الحمد لله على سلامتك، أهلاً بابن خالتي. نورت شقة أختي! كيف حالك وحال أولادك؟"

طاهر - بابتسامة: "الحمد لله، كل شيء بخير. أعلم أنك متفاجئ من زيارتي، لكن سأخبرك لاحقاً بالسبب، وستفاجأ بالخبر السار، وستفرح لي كثيراً!"

محمود - بحذر: "ما الخبر؟!"

شعر طاهر بالارتباك وصمت، وعيناه انطلقتا نحو مكان آخر خلف محمود. التفت محمود ليرى ما جذب انتباهه، ليجد تهاني منشغلة بترتيب طاولة الطعام.

 عشقت جميلتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن