التقط 'محمود' مفاتيح سيارته من طاولة مكتبه وغادر مسرعًا، قلقًا على سلامة 'تهاني'.
محمود - بقلق: "ستكون كارثة إن رأوكِ بلا ملابس، لن يرحموكِ!"
قاد سيارته بسرعة فائقة، يتسابق مع الزمن، حتى وصل إلى قطعة أرض كبيرة عليها منزل من طابقين. نزل من سيارته واتجه نحو المنزل. عند البوابة الداخلية، أوقفه حارس ضخم، فتش ملابسه وأخذ هاتفه الخلوي قبل السماح له بالدخول.
محمود - (في نفسه): "أنتِ ذكية، عمتي، تخافين أن أسجل حديثك على الهاتف!"
دخل محمود إلى الصالة، حيث وجد عمته 'بدرية' تبتسم بسعادة لنجاح خطتها.
بدرية - بدهشة مصطنعة: "أهلًا بحبيبي وابن أخي العزيز. لم أتوقع أنك ستأتي بهذه السرعة!"
محمود - بعصبية: "ها أنا هنا، ماذا تريدين مني؟!"
بدرية: "اهدأ، لا يمكننا التحدث هنا. تعال إلى المكتب، وهناك نكرمك وتستمع إلى طلباتنا!"
سار 'محمود' مع عمته إلى مكتب زوجها، حيث رأى ابنها 'نزار'، فحياه بهزة خفيفة من رأسه. جلست 'بدرية' خلف طاولة المكتب وأشارت لمحمود بالجلوس على الكرسي المقابل لابنها. استرخت على كرسيها وأخذت تحركه يمينًا ويسارًا، ثم نظرت إلى محمود بحدة.
بدرية: "أممم، الآن، لنرى كم تساوي 'الجميلة' في نظرك؟"
راقب محمود وجه بدرية وهي تكافح لضبط تعابيره بينما تبتلع لعابها بطمع.
محمود - في نفسه: "من الواضح أنها مستعدة للحصول على ما تريده. لا جدوى من التفاوض معها!"
قرر محمود اختصار الوقت وتحدث مباشرة:
محمود: "كم تريدين؟!"
بدرية - بابتسامة: "قل ماذا أريد!"
محمود - بفارغ الصبر: "حسنًا، دعِ 'تهاني' تذهب وسنتفاوض!"
انفجرت بدرية بالضحك بصوت عالٍ مما أثار أعصابه.
بدرية: "هاهاها، هذه جيدة. أتركها؟ إنها ورقة ضمانتي. ولعلمك، ما زلت أحتفظ بها مع النساء!"
محمود - بإعجاب: "هذا كرم غير متوقع منك!"
قررت بدرية الضغط عليه أكثر.
بدرية: "ولعلمك، ابني 'نزار' معجب بها جدًا!"
تخيل 'محمود' ابن عمته المنحرف وهو يرى 'تهاني' ترتدي قميص نومها، وعلم أنها على حق.
محمود - بتحدٍ: "ما هذه الوقاحة؟ لا أحد يقترب منها!"
نزار - باستفزاز: "حسنًا، اسمع لطلب أمي أولًا، وبعدها أضمن لك ألا أقترب منها. أنت تعرف أنه لا يوجد أغلى من رضا الأم. أمي أغلى من كنوز الدنيا!"
محمود - بسخرية: "نِعْم التربية!"
التفت بحدة إلى 'بدرية'.
محمود: "حسنًا، قولي ماذا تريدين مني؟"
بدرية: "أنت تعلم ما أريده، أن تبيع لي ممتلكات أخي 'صلاح'. هو في أمريكا، وأنا أدرى بمصلحته!"
محمود: "أدرى بمصلحته أن تشتري ممتلكاته دون دفع شيء؟!"
نزار: "هو يعيش حياة مريحة ولا يحتاج لشيء!"
بدرية: "لا تغضب، فقط انقل التوكيل الذي لديك باسمي، وسأهتم بممتلكات أخي. وإذا عاد، سيجد كل شيء ملكه كما هو. نعم، سنعاني في إدارتها، لكن لا بأس، فهو أخي!"
محمود: "هل بدأتِ تهذين؟ ممتلكات عمي أمانة عندي، ولن أفرط في الأمانة ولو على حساب حياتي. غدًا سأتخلى عن التوكيل، ولن تتمكني من إجباري على تنفيذ ما في رأسك!"
كانت 'بدرية' تتوقع رد محمود، لأنها تعرف مبادئ أخيها وتربيته السليمة لأولاده. فرحت لأنها ستصل إلى طلبها الثاني بسهولة، وستجعل الأمر أسهل بالنسبة لمحمود ليوافق.
بدرية: "حسنًا، يمكنك التنازل عن شيء بسيط جدًا مقابل أن تستعيد حبيبتك سليمة؟"
محمود: "من الواضح أنك مستعدة لطلباتك!"
بدرية: "اطمئن، طلبي لن يكون صعبًا عليك. ستتنازل فقط عن نصيبك من أرض والدك، أقصد أرض أخي!"
محمود - بعصبية: "نعم! ماذا تقولين؟ ألا يكفي أنك استغللتِ ظروف 'هناء' في مرض زوجها، وأخذت نصيبها من الأرض بربع ثمنه؟ لحظة، 'تهاني' ليست من عائلتي، فلماذا تعتقدين أنني سأتنازل عن أرض والدي بسهولة بسببها؟ لا تهمني في شيء. أنا أتيت هنا فقط من أجل والدتي و'هناء'. لا شيء من تخيلاتك في رأسي!"
بدرية: "جميل، طمأنتني أنها لا تهمك. سأقطع لها ساق وأنتَ أصلحه بمزاجك، وهذا بعد ابني طبعًا، هاهاهاها!"
فكر 'محمود' للحظة أنها قد تنفذ تهديدها بسبب غيرتها.
محمود - باستسلام: "موافق، سأتنازل!"
بدرية - بفرحة: "ذكي يا بني، أنت تعلم دائمًا أين مصلحتك. نعم، وإذا كنت تريد استعادتها 'الليلة'، وقِّع على هذا الإيصال، وصل أمانة بقيمة عشرة ملايين جنيه، لتضمن حقي. أنت تعرف أن الدنيا لا تؤتمن!"
محمود: "بالطبع، فأنتِ خبيرة في عدم الأمان!"
بدرية: "هذا فقط حتى تسجل الأرض باسمي في الشهر العقاري، ثم سأعيد لك الإيصال!"
أخرج 'محمود' قلمه من جيبه ووقع على الورقة بعصبية.
محمود - لنفسه: "ودعني أسمع منكِ كلمة تجرحني يا آنسة 'تهاني'!"
أخذت 'بدرية' الإيصال وهي سعيدة، ووضعته في خزنة قديمة وأغلقتها بإحكام.
ـــــــــ
أنت تقرأ
عشقت جميلتي
Romanceعلى ارتفاع آلاف الأقدام في السماء، وبين هدير المحركات وهمسات الركاب ربطت تهاني حزام الأمان بتوتر. شعرت بأن الطائرة لا تحملها فقط إلى وجهة بعيدة، بل إلى رحلة في عمق ذكرياتها، حيث الألم والخيانة والتضحية تختلط في نسيج حياتها. عاشت سنوات من العزلة بعد...
