خرج محمود إلى الصالة وهو يضحك من سوء التفاهم الذي حدث، وجلس على الأريكة.
محمود بابتسامة: "ها قد جلست، دعينا نرى ماذا ستفعلين الآن!"
انفتح باب الشقة ودخل أحمد.
أحمد: "السلام عليكم، الحمد لله يبدو أنك اليوم أفضل!"
محمود: "الحمد لله، أخبرني كيف كان الامتحان؟"
أحمد: "لقد بذلت ما في وسعي، لكنني لا أعلم إن كانت إجاباتي ستعجبهم."
محمود: "إن شاء الله ستعجبهم وستوفق."
ـــــــــ
جلست تهاني وهي ترتجف من الحرج.
تهاني: "كيف يمكنني مواجهته الآن؟ ساعديني يا خالتي!"
فاطمة تضحك: "لا تقلقي، محمود طيب وقد فهم قصدك، فلا داعي للخجل!"
خفضت تهاني رأسها وغطت وجهها بيديها من الخجل. دخل أحمد وسلم على جدته.
أحمد: "لقد عدت يا جدتي. تهاني هنا!، إذن تعلمين كيف تمكن خالي من إنقاذك؟ لقد ركض بسرعة وكأنه بطل في مشهد خطير من أفلام هوليوود و..."
رفع محمود صوته ليقاطع حديث أحمد حتى لا تعلم تهاني بمحاولة قتلها فتخاف.
محمود محذراً: "أحمـــد!"
سمع أحمد تنبيه خاله فتوقف عن الحديث، ولم تنتبه تهاني لما قاله لأن ذهنها كان مشغولاً بالتفكير في كلامها المحرج. رفعت رأسها وقد اغرورقت عيناها بالدموع.
تهاني: "أين هو خالك؟"
أحمد باستغراب: "إنه جالس في الصالة!"
تهاني بتوسل: "أرجوك، أحمد، ساعدني. أخرجني من هنا بسرعة، لا أريد أن يراني خالك!"
أحمد بقلق: "لماذا ترتجفين؟ ما الذي تشعرين به؟ ولماذا أنت خائفة من خالي؟"
تهاني: "لا شيء!"
فاطمة: "لا تقلق، هي فقط بحاجة إلى بعض الراحة وستنسى ما حدث، وستعود لطبيعتها."
أحمد: "وماذا حدث بالضبط؟"
فاطمة - تضحك: "سأخبركم جميعاً حين نجتمع على الغداء، كان موقفاً مضحكاً للغاية، لم أضحك هكذا في حياتي!"
أخذت تهاني نفساً عميقاً وشعرت بالحسرة على نفسها.
ـــــــــ
اجتمع الجميع على طاولة الطعام وقت الغداء.
إيمي: "هاهاها، كنت أتمنى لو كنت موجودة لأرى وجهها عندما أدركت ما كانت تقوله!"
أحمد: "بالتأكيد هي الآن تدعو عليكِ لأنكِ السبب! هاهاها!"
إيمي: "سأذهب لزيارتها لأرى كيف حالها!"
هناء: "سأذهب معكِ، لكن دعينا نحضر لها بعض الحساء، بالتأكيد لم تأكل شيئاً حتى الآن!"
محمود - بقلق: "هيا، قوما بسرعة!"
أحمد: "سأذهب معكم أيضاً لأطمئن على صحتها!"
محمود - (لنفسه): "ولماذا لا أستطيع الذهاب معكم؟!"
بعد ربع ساعة، عاد أحمد وهو لا يستطيع التوقف عن الضحك.
محمود: "ما الذي يضحكك؟!"
أحمد: "هاهاهاها، لأول مرة أعلم أن أمي وأختي قاسيتان إلى هذا الحد! مسكينة تهاني!"
محمود: "لماذا؟!"
أحمد: "تخيل يا خال، تهاني فتحت لنا الباب، وكان واضحاً أن صحتها تحسنت، إلا أن إيمي قالت لها 'طهور' إن شاء الله، وأمي قالت لها 'طاهر' يرسل لك السلام. فجأة اختفت تهاني من أمامنا! بحثنا عنها، فوجدناها تختبئ تحت الغطاء وحرارتها عادت مرة أخرى! هاهاهاها!"
محمود - بابتسامة: "هل تحتاج لشيء؟"
أحمد: "لا تقلق يا خال، إنها مجرد نوبة ذعر وستزول من تلقاء نفسها. أمي وإيمي الآن جالستان معها لتهدئتها وسيطعمونها."
ـــــــــ
أنت تقرأ
عشقت جميلتي
Storie d'amoreعلى ارتفاع آلاف الأقدام في السماء، وبين هدير المحركات وهمسات الركاب ربطت تهاني حزام الأمان بتوتر. شعرت بأن الطائرة لا تحملها فقط إلى وجهة بعيدة، بل إلى رحلة في عمق ذكرياتها، حيث الألم والخيانة والتضحية تختلط في نسيج حياتها. عاشت سنوات من العزلة بعد...